[23_2]
له يراع ما بكى وارتكى ... الأوهام الجود يسقى الركام
كالبحر بل استغفر الله قد ... أخطأت في قولي لهذا الكلام
فإنما أبحره عشرة ... وكل بحر ما له من صرام
يا أيها الأعداء ما بالكم ... قطعتم دهر كم بالخصام
وليس لله بمستنكر ... أن يجمع العالم في ذا الهمام
هذا المعني وهو اجتماع العالم في واحد معنى متداول قد تداوله الشعراء ومنه قوله السلامي من قصيدة:
إليك طوى عرض البسيطة جاعل ... قصارى المطايا أن يلوح بها القصر
وكنت وعزمي في الظلام وصارمي ... ثلاثة أشياء كما اجتمع النسر
فبشرت آمالي بملك هو الورى ... ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر
قال ابن خلكان هذا هو على الحقيقة السحر الحلال، والماء العذب الزلال. وقد اخذ هذا المعنى القاضي الارجاني فقال:
يا سائلي عنه لما جئت أمدحه ... هذا هو الرجل العاري من العار
لقيته فرأيت الناس في رجل ... والدهر في ساعة والأرض في دار
ولكن أين هذا من ذلك وأين الثريا من الثرى.
ولأبي الطيب المتنبي في هذا المعنى:
هو الغرض الأقصى ورؤيتك المنى ... ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق
ومع هذا فليس لأحد طلاوة بيت السلامي وعذوبته.
ومنها:
يا أيها الفاضل في عصره ... ومن له في كل فن مقام
هنيت في ذا العيد يا عيده ... وحزت في شهرك أجر الصيام
وفزت في ليلة قدر غدت ... منصوصة بالخير في كل عام
صفحہ 23