[22_2]
سقيت يا دارا لها هاطلا ... من صيب المزن وسح الغمام
كم جليت فيك شموس الضحى ... على قدود مائسات القوام
أعرت غصن البان لينا فلو ... سلبته ما مال كلا وقام
لله كم جند لمن مغرم ... طريح لا يصحو ليوم القيام
تركن كل الناس في حبهم ... يعذرهم عذري الهوى في الهيام
هذا اصفرار الشمس فيما ترى ... لما برزن وأزلن اللثام
أما ترى الورقاء في أيكها ... ساجعة تتلو حديث الغرام
لا كان يوم حملوا للسرى ... وخلفوا المضني حليف السقام
حيران ولهان سليب القوى ... ظمآن لا يرجى وان كان دام
لما رأيت العيس قد أشعرت ... وأقلعوا في أثرها كالنعام
بكيت دمعا بدم سائح ... من مقلة قرحها الانسجام
فقلن دع هذا وعن ذكر من ... في مدحه لو كان قيس لهام
واترك سبيل الغي والزم إلى ... جناب عز جاره لا يضام
ذاك مراد الفضل من بابه ... كعبة جود كل يوم ترام
محتجب بالجود يوم القرى ... متوج بالمجد بين الأنام
غوث اليتامى كنز جود له ... من جوده في كل جيد زمام
ما كل من يبغي العلا سيد ... كلا ولا من في المعالي إمام
لو كل مرفوع غدا ناصبا ... لارتفع الجيش وحط القتام
فإنما الفخر إلى من له ... شاهده صم الحصا والآكام
أما ترى الحدباء في عزها ... تحسدها زوراء دار السلام
أما ترى الأعداء قرت له ... وصار يسعى نحوه كل هام
ما شاهدت هيبته ساعة ... وإلا وخرت سجدا كالفدام
صفحہ 22