روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
اصناف
على الصفات تجوز، وذلك أن الوصف معنى قائم بالواصف، والصفة معنى قائم بالموصوف، وأما في حقه -تعالى- فصفاته معان اعتبارية يعتبر بها نفي أضدادها لا معان حقيقية لما سيأتي .
قوله وهي التي جامعت أضدادها: ضابط للصفات الفعلية، والمراد »بمجامعتها أضدادها« هو أنه تعالى يتصف بها وبضدها في حال واحد . وفي قولنا»في حال واحد« تجوز لأن الأحوال لا تأتي عليه »تعالى« .
والأضداد: جمع ضد وهو مالا يجتمع مع ضده في محل واحد وقد يرتفعان كالسواد والبياض فإنهما لا يجتمعان في محل وقد يرتفعان معا فيكون الشيء أحمر وأخضر مثلا، وأما النقيضان فلا يجتمعان في محل ولا يرتفعان عنه معا كالوجود والعدم والحدوث والقدم لأن الشيء إما موجود وإما محدث أو قديم، وأما المثلان فيجتمعان ويرتفعان .
وقوله »أي باعتبار وجودها«: تفسير لقوله جامعت أضدادها .
وقوله في آن: هو اسم للوقت الذي أنت فيه . وفي إطلاقه هنا تجوز، إذ لا تأتي الأزمان عليه »تعالى« وقد يقال أنه لا تجوز فيه، وإنما وصفها باجتماعها في آن واحد بالنظر إلى وجودها في محلها وهو المخلوقات لا بالنظر إلى اتصافه بها تعالى .
قوله لا باعتبار محلها: أي لا بالنظر إلى محلها، فإن الضدان لا يجتمعان في محل واحد .
والإغناء: هو إعطاء مال يسد به الحاجة.
والفقر: هو عدم ما تسد به الحاجة.
وقوله فلان: كناية عن الإعلام الشخصية، وأسند الأغنى (¬1) إليه »تعالى« والفقر إلى فلان تأدبا واقتداء بالخليل عليه السلام في قوله تعالى حكاية عنه { الذي هو يطعمني ويسقيني وإذا مرضت فهو يشفين } (¬2) .
* الصفات الذاتية :
82- وصفاته للذات إيجابية أضدادها في غاية النقصان
83- وضعت لإثبات الكمال لذاته مدلولها الذات العلي الشان
صفحہ 136