وكل ما ذكرنا والحمدلله فنقض لكل ما عنه سال، وظن بذلك أنه قد أحال في الكلام كل محال، ولم يعلم أنه في قوله قد أحال، وأخطأ في كل ما عنه سال، وتعسف في مدلهمات ظلم المقال، فكشفنا عنه وعن غيره من الخلق؛ ممن يريد ويقصد الحق؛ طخياء(1) ديجور جهله، وبينا له ماالتبس عليه من أمره؛ حين أقدم بالقول فقال: هل يقدر إنسان، أو قدر قط ذو بيان؛ على أن يجهل ماعلم، أو يعلم ما جهل، في حالة من الحالات، أو وقت من الأوقات؟ وزعم أن أحدا لا يدخله في ذلك أبدا ارتياب، ولا يجهله بسبب من الأسباب، وقد وجدنا ذلك بخلاف قوله، وعلمنا أن فعل ربه بخلاف فعله، لا ما نسب هو إلى ربه، وقلده سبحانه ما ليس من صنعه [فعلها](2)، فعلمنا أن الإبصار؛ إلى ظلام الليل وإشراق النهار؛ من فعل الإنسان، لا من فعل الرحمن.
ثم إن(3) المعرفة من العارف تفرعت من لبه، عند استعماله لفكره، واستخراجه ما أمر باستخراجه من التمييز بعقله، وقد نجد المبصر بعينه يبصر إلى ما يحل له ويحرم عليه، ولو كان البصر من الله لكان الله المدخل له فيه، الناظر الباصر دون الإنسان إليه، تعالى عن ذلك رب العالمين، وتقدس عن مقال الجاهلين.
تم جواب مسألته.
المسألة السادسة:
من خلق الكلام والنطق آلله أم الإنسان؟
صفحہ 306