(وإنْ سَرَرنَ بمحبوبِ فَجَعنَ بهِ ... وقدْ أتينَكَ في الحالينِ بالعجبِ)
قال أبو الفتح: أي جمعُهن بين هاتين الحالين وإتيانُهن بهما عجب.
قال الشيخ: ما يريد أن الليالي تجمع بين هاتين الحالين في وقت واحد، وإتيانُهن بهما فيه عجب، لأنها لا تسُر بمحبوب وتفجع به في وقت واحد وحالة واحدة، وإنما يقول: وإن سُررت بمحبوب فجعن به بعد السرور، ويُعجبنك في حال الإتيان به وفي حال الفجيعة به، أي: يأتينك به من حيث لا تحتسب، تتعجب من وصوله إليك وحصوله في يديك، ثم يفجعنك به من حيث لا ترتقب، تتعجب من وجه ارتجاعه عنك واعتصائه عليك، فقد أتينك في حال الهبة بالارتجاع بالعجب، وهذا كثير
في شعره كما يقول:
. . . . . . . . . . . . . . . ... وأعجبُ من ذا الهجرِ والوصلُ أعجَبُ
1 / 45