(لو لَم تكُن مِن ذا الورى اللَّذْ منكَ هو ... عَقِمتْ بِمَولدِ نْسلِها حَوَّاءُ)
قال أبو الفتح: يقول لو لم تكن من ذا الورى الذي كأنه منك، لأنك جماله وشرفه وأنفس أهله لكانت حواء في حكم العقيم التي لم تلد، ولكن بك صار لها ولد، ولولا أنت لصار ولدها كلا ولد.
قال الشيخ: ليس في البيت تشبيه بكأنه ولا بما معناه، ولو لم يكن هذا الممدوح لما كانت حواء في حكم العقيم، فإنها إذا ولدت لم تكن عقيمًا، ومعناه إنه يقول: لو لم تكن من ذا
الورى الذي منك هو، لأنهم يتقلبون في نعمك وأفضالك، ويتعيشون بجاهك ومالك، فهم منك وبك، لأنهم منك نشئوا وبإحسانك نفذوا وفي نعمائك تربوا عقمت حواء، فلم تكن تلد، إذ لم يكن لنسلها معنى، وفيهم خير وفائدة، لو لم تكن منهم، كقوله:
ولولا كَونُكم في النَّاسِ كانوا ... هُذاءً كالكلامِ بلا معاني
1 / 22