(فَغَدوتَ واسمُكَ فيهِ غيرُ مُشاركٍ ... والناسُ فيما في يديكَ سَواءُ)
قال أبو الفتح: أي لم يشارك اسمك فيك، لأن لا يكون للإنسان أكثر من أسم واحد، زيد وعمرو ونحو ذلك، والناس في مالك سواء غنيهم وفقيرهم وقريبهم وبعيدهم، فقد استووا كلهم في آلائك ومننك.
قال الشيخ: لست أرى مدحًا أن اسمك فيك غير مشارك من حيث أن له اسمًا واحدًا لا اسمين، فإن
العالمين فيه شرع، وعندي أنه يقول: واسمك غير مشارك، أي: مع ما جمعته من محاسنك ومعاليك ومآثرك التي تفرقت بها عن العالمين، واستأثرت بها دون الناس أجمعين، فلا شريك له فيك إذ لا سمي لك يوازيك في مفاخرك ويضاهيك، فالمسمون باسمك كثير، وليس لك في خصائص خصالك وغرائب أفعالك منهم نظير، فاسمك إذًا مختص منك بشخص لا شبيه لك في معاليه غير مشارك فيك بشخص في معانيه، والناس شركاؤك في ملكك، وطبقاتهم فيه سواء معك حكمهم فيه كحكمك وأمرهم فيه أمرك.
1 / 21