وقال في قصيدة، وهو أولها:
(أَلا كُلُّ ماشِيَةً الخَيزلى ... فِدى كُلِّ ماشيَةِ الهَيذَبَى)
قال أبو الفتح: الخيزلى مشية فيها تفكك وتخزل من مشي النساء، يقول: كل امرأة تفكك في مشيها فداء كل ناقة تُسرع في سيرها.
قال الشيخ: شتان مشي الجمال ومشي ربات الحجال، ومن يجعل المعشوق فداء هجان النوق؟ وقبيح أن يقال: فدت كل امرأة متفككة في مشيها كل ناقة سريعة السير، وإنما يُفدى الجنس بالجنس أو بأكرم منه، ولقد أراد بماشية الخيزلى أن هذه البراذين والرماك الأهلية التي تعودت المشي الضعيفة والخطى القريبة الحقيقة في القرى والأمصار كمشي النساء، وليست من آلة قطع المهامه القفار، ولا من سفائن البراري كالعراب والمهاري، فقال: فدت هذه الماشيات النوق التي تستبق الرياح وتستبقي الأرواح، وتفوت الأسود الكساح.
(وكُلُّ نَجاةٍ بَجاويَّةٍ ... خَنُوفٍ وما بي حُسنُ المِشَى)
1 / 23