واجبهما، فطريق قطعه بأن تنقش فيه المعلومات النافعة الواردة عن الله تعالى، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان من العلوم موافقا لهما، كي يتخلص الإنسان بذلك من ظلمة الجهل.
وأهم المهام من العلوم : معرفة دلائل النبوة وسيرها، ومعاني السنة وما يتفرع منها، من الأحكام الفقهية العملية، ومعاني التنزيل وما يتفرع عليه من الأحكام الفقهية الظاهرة العملية ، ثم علم ما يتفرع من الكتاب والسنة، من الأحكام القلبية الباطنة الموجبة للرجاء والخوف والرهبة والرغبة والمحبة والخشية، فإنها من العلم، قال الله تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
وهذا العلم هو المهم، إذا حصل لم يضر العبد ما فاته من العلوم تلك المضرة المجحفة، وإن كان الجهل مطلقا مضرا، والعلم مطلقا نافعا، إذا انضم إليها القصود الصحيحة، وإلا فالعلوم النافعة قد تضر صاحبها إذا كانت إرادته فاسدة ، لأنه يتوصل بالعلم إلى نيل الأغراض الفاسدة ، كما يتوصل بالعلم إلى الأغراض الصحيحة بالقصود الصحيحة ، وبالله التوفيق.
الطور الرابع : طور القلب :
وطريق قطعه ، إنما يكون بعد قطع المراتب الثلاث، وهو إصلاحه بإصلاح قصوده وعزائمه وإراداته وهممه وأعماله وخواطره.
فعن صلاح القلب يكون صلاح الجسد ، كما جاء في الحديث : ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب.
صفحہ 87