قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية
قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية
اصناف
إذا ضاع شيء وأجروا بعض أشخاص مخصصين للنداء يقولون: أطلق عليه منادي.
الأعراب:
يسكن مصر، وبالأخص على تخومها قوم من البدو، يسمون الأعراب وقد كانت سيرتهم في الزمان الأول سيرة غير حميدة لاشتهارهم بالسلب والنهب، وتلك عادة قديمة، حتى ذكرها ابن خلدون في مقدمته، ووصفهم فيها أوصافا كثيرة.
واستمر شيء من هذا الحال إلى يومنا هذا فالأطيان التي يسكنها بدو أو حولها بدو تكون ضعيفة الثمن والإيجار؛ لأن البدو ينهبون محاصيلها، وإذا استأجروا لا يدفعون إيجارها، ولهم مع ذلك فضائل من كرم وبساطة عيش، وكان عددهم كبيرا أيام الحملة الفرنسية، فقد بلغ أيامها نحو مائة ألف نفس تقريبا منها ثمانية عشر ألفا إلى عشرين ألفا فوارس، وهم يحبون الصحراء، ولا يسرون من سكنى الحضر؛ لأنهم كما يقولون يفقدون فيها خشونتهم وبسطتهم وشجاعتهم، وتضعف فيها عصبيتهم، وهم يتأثرون بالعواطف أكثر من تأثرهم بالعقل، ويعشقون الحرية والاستقلال، ويعتزون بنسبهم، ولا يخضعون لنظام، وإذا خاطبوا أميرا خاطبوه بجرأة، وإذا جد الجد اكتفوا بالقليل من لبن النياق أو بعض التمور، كما اشتهرت نساؤهم بالشجاعة وبالجمال في ذلك يقول المتنبي:
حسن الحضارة مجلوب بتطرية
وفي البداوة حسن غير مجلوب
ويقيم البدو عادة في الخيام، وهي تصنع من الأوبار السوداء أو السمراء أو من جلود المعز، وتمتاز خيمة الرئيس ببياضها ويقسمون الخيام عادة إلى قسمين، قسم للنساء وقسم الرجال.
وقد اقتسموا الصحراء المصرية فلكل قبيلة نصيب منها، وكثيرا ما يختلفون فيتحاربون، ولا يزالون يحبون من الرجل أن يكون فصيحا، ويحبون التشبيهات في الكلام، وتقل بينهم الأمراض لاستنشاقهم هواء الصحراء، واعتيادهم الرياضات البدنية، ومن هؤلاء التراجمة والأدلاء وهم في أصلهم من هؤلاء القبائل، تعلموا اللغات الأجنبية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية، وهم يلازمون السياح إذا حضروا إلى مصر في الشتاء ويعرفون مسالك الصحراء، ولهم صدق نظر في تقدير المسافات ومعرفة جهة الماء، ومنهم مع الأسف قطاع طريق ومهربو حشيش وإن كان قد قل ذلك اليوم، ومع الأسف أيضا قد انتفع بهم الإنكليز في ثورة عرابي، فاستهووهم بالمال حتى أعانوهم بكل ما يستطيعون، والحكومة تحاول من عهد محمد علي كسر شوكتهم وتقليم أظفارهم وتحضيرهم، حتى إن محمد علي في أحد حروبه مع الأعراب اشترط في الصلح معهم أن يسكن كبار زعمائهم وشيوخهم مدينة القاهرة ليكونوا رهنا عنده على طاعتهم.
وقد أراد علي بك الكبير أحد أمراء المماليك في النصف الثاني من القرن الثامن عشر أن يبيدهم، ولكن كانت هذه سياسة خاطئة، فمن الخير الانتفاع بهم والاحتفاظ بشجاعتهم وصد عدوانهم، ومن الأمثال المشهورة على لسان المصريين «ظلم الترك ولا عدل العرب» وهذا يدل على أن ما لقيه المصريون من هؤلاء البدو أسوأ مما لقوه على يد الأتراك مع شدتهم.
أعزنه:
نامعلوم صفحہ