فقد كذبته نفسه وهو آثم
يفوت الغنى من لا ينام عن السرى
وآخر يأتي رزقه وهو نائم
فقال له سيف الدولة: بحياتي وصل إليك المال الذي كان على البغل، فقال: نعم، فقال: خذه بجائزتك مباركا لك فيه.
إن ما صدر عن سيف الدولة غاية في الكرم، ولكنه لا يجوز في شرع العقل أن تجبى هذه الأموال من الفقراء والأغنياء؛ لتصرف في مصالح الأمة، ثم يأخذها شاعر واحد، ومعلوم أن العشرة آلاف دينار في القرن الرابع لا تقل قيمتها عن مائة ألف دينار في هذا القرن؛ ولذلك قال ابن نباتة في مدح سيف الدولة، وقد تبرم بكثرة ما ناله من عطائه:
قد جدت لي باللها حتى ضجرت بها
وكدت من ضجر أثني على البخل
إن كنت ترغب في بذل النوال لنا
فاخلق لنا رغبة أو لا فلا تنل
لم يبق جودك لي شيئا أؤمله
نامعلوم صفحہ