105

قدیم و حدیث

القديم والحديث

اصناف

روى ابن عبد ربه في العقد الفريد: قال بعض أهل التفسير في قول الله:

يزيد في الخلق ما يشاء

هو الصوت الحسن، وقال النبي

صلى الله عليه وسلم

لأبي موسى الأشعري لما أعجبه صوته: لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود.

كان أبو يوسف القاضي ربما حضر مجلس الرشيد وفيه الغناء، فيجعل مكان السرور به بكاء، كأنه يتذكر به نعيم الآخرة، وقال أحمد بن أبي دؤاد: إن كنت لأسمع الغناء من مخارق عند المعتصم، فيقع علي البكاء حتى إن البهائم لتحن إلى الصوت الحسن وتعرف فضله.

وكان صاحب الفلاحات يقول بأن النحل أطرب الحيوان كله إلى الغناء وأن أفراخها تستنزل بمثل الزجل والصوت الحسن، قال في العقد: وأردف النبي

صلى الله عليه وسلم

الشريد فاستنشده من شعر أمية فأنشده مائة قافية وهو يقول: هيه استحسانا لها، فلما أعياهم القدح في الشعر والقول فيه، قالوا الشعر حسن ولا نرى أن يؤخذ بلحن حسن، وأجازوا ذلك في القرآن وفي الأذان، فإن كانت الألحان مكروهة فالقرآن والأذان أحق بالتنزيه عنها، وإن كانت غير مكروهة فالشعر أحوج إليها؛ لإقامة الوزن وإخراجه عن حد الخبر، وما الفرق بين أن ينشد الرجل «أتعرف رسما كاطراد المذاهب» مرسلا أو ليرفع بها صوته مرتجلا، وإنما جعلت العرب الشعر موزونا لمد الصوت فيه والدندنة، ولولا ذلك لكان الشعر المنظوم كالخبر المنثور.

واحتجوا في إباحة الغناء واستحسانه بقول النبي

نامعلوم صفحہ