٨٨- وإذا كانت الآية لا تبقي وجوب المصابرة ما زاد على الضعفين في كل حال، فإنه لا يبقى الاستحباب الجواز مطلقا أولى وأحرى.
آية أخرى وتوضيح معناها الصحيح
٨٩- فإن قيل: قد قال الله تعالى: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ (البقرة: من الآية١٩٥) . وإذا قاتل الرجل في موضع فغلب على ظنه أنه يقتل فقد ألقى بيده إلى التهلكة.
٩٠-[قيل] ١: تأويل الآية على هذا غلط!
إنكار الصحابة على من يتأول معنى الآية خطأ
٩١- ولهذا ما زال الصحابة والأئمة ينكرون على من يتأول الآية على ذلك كما ذكرنا٢: أن رجلا حمل وحده على العدو فقال الناس: ألقى بيده إلى التهلكة.
إنكار عمر
فقال عمر بن الخطاب: كلا ولكنه ممن قال الله فيه: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ﴾ (البقرة: من الآية٢٠٧) .
إنكار أبي أيوب الأنصاري
٩٢- وأيضا: فقد روى أبو داود والنسائي والترمذي من حديث يزيد بن أبي حبيب - عالم أهل مصر من التابعين – عن أسلم أبي عمران قال: " غزونا من المدينة نريد القسطنطينية، وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، والروم مُلصِقُو
_________
١ مابين المعقوفتين زيادة يستقيم بها السياق.
٢ تقدم تخريجه ص (٣٢) .
1 / 59