وذلك ليصلي الناس إلى ذلك الساتر ويطوفوا به، وينبغي حصول ثواب النظر إلى البيت بالنظر لذلك الساتر مع نية المشاهدة والنظر للبيت (١).
[حكم الخارج من جدران البيت المعظم بعد الهدم والتحذير من أخذه]:
وينبغي أن يدفن جميع ما خرج بالهدم من الردم من جص وجير وحجر لا ينفع فيها، كما فعل ابن الزبير في دفن ما لا ينتفع به من أنقاضها وأحجارها داخلها، نقله الأزرقي.
هذا، ونقل جدي (٢) ﵀ في كتابه "مثير شوق الأنام إلى حج بيت الله الحرام، وزيارة النبي ﵊": أن صفية بنت شيبة الحجبية (٣) أهدت لأم عبد الله أم عامر بن كريز (٤) لما قدمت معتمرة حصاةً مما كان يفرُّ من الركن الأسود حين أصابه الحريق، فخرجت مع أصحابها، فلما خرجت من الحرم ونزلت بعض المنازل صُرِعَ أصحابُها ولم يبق أحد إلَّا وحُمَّ، فقامت وصلت ودعت ربها، فأُلهِمت أنّ ذلك من الحجر الذي أُهدِي لها، وخرجت به معها؛ فأعادته، فسُقُوا، انتهى ملخصًا. ففيه التحذير عن أخذ شيء من أنقاض البيت.
_________
(١) تقدم للمصنف بحث المسألة في (تذييل) سابق.
(٢) هو الشيخ محمَّد بن علان، تقدم ذكره في المقدمة.
(٣) هي صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدرية الحجبية القرشية، تقدم ذكر أبيها وترجمته، وهي صحابية روت عن رسول الله ﷺ وعن عائشة وأم حبيبة، وغيرهن، أخرج حديثها أبو داود والنسائي وابن ماجه، توفيت حدود التسعين للهجرة. "أعلام النساء"، لكحالة: ٢/ ٣٣٨.
(٤) أم عبد الله هذه هي: أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب، توأم عبد الله والد رسول الله ﷺ، كانت تحت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، فولدت له عامر بن كريز وبنات، أسلم عامر يوم الفتح، وهو خال عثمان بن عفان ﵃، لأن أم عثمان أروى بنت كريز، وتوفي عامر زمن عثمان. "التبيين": ١٤٦، ١٩٨، "أعلام النساء": ١/ ٢٨٢.
1 / 77