============================================================
نواعم الحور والأنهار الجارية، والثمار الدائمة، والأفنان الدانية، وأنهار العسل واللبن والماء والخمر الذى لا يشبه شيئا (1) من نعيم الدنيا، فهذا التحبيب بالصفة، لا أنه ، سبحانه، اكرههم عليه جبرا، وكونه فيهم قسرا، وكذلك التكريه للكفر، إنما هو بما خوف وحذر، وأعذر وانذر، ووصف من السلاسل والأغلال والحيم، والسحب علي الوجوه، والمهل والزقوم والغلين، وقوله تعالى: { كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب (2)، فهذا معنى التحبيب والتكريه، الذى جهلته لا غير ذلك، ولو كان على ما ذهبت إليه وغيرك، ومن قال بقولك من أهل الحمبر. لم يقل، عز وجل: 15و جزاء بماكتم تعملود، ولوجب ان يقول: جزاء بما عملت / آنا فيكم، ل الا ما ا لع ال ت ى ل التوحيد لايختلف ولا يتتاقض: واماما سالت عنه من اختلاف التوحيد، فالتوحيد لا يختلف ولا يتناقض، ولا يبطل شيء منه، لأنه دين الله، عز وجل، الذى لا يدخل الجنة إلا بمعرفته، وسائر الفرائض، فهى تبع له وللعدل.
فما نعلم التوحيد يختلف فى قول أحد إلا معكم، فإن توحيد كم الذى سميتموه توحيدا، هو الذى يختلف ويتناقض، لما شبهتم الله، عز وجل، بخلقه الجائرين وعبيده المفدين معرلة العدل والتوحيد اريضة.
وليس يجوز لأحد من الخلق جهل بعض صفة الله عز وجل، بل صعرفة العدل والتوحيد فريضة لازمة لجميع أهل الأرض، من البالغين الكاملة عقولهم، لاعذر لأحد فى ذلك؛ لان العدل والتوحيد اصل الإسلام، وقوام الدين، ولا يستقيم اعتقاد (واحد)(2) منها إلا باعتقاد الآخر، ولم يضع الله، عز وجل، علم التوحيد ولا العدل، عن مكلف من جميع الخلق.: (2) ورة النساء: الأمة 59.
(2) مكتوب بالهامش
صفحہ 52