============================================================
فإن قال قائل منكم، أو من غيركم: فقد خلق الله المشركين وهؤلاء لا يحبهم؟ ..
قلنا له: إن بغضاء الله للمشركين لم يكن منه إليهم، إلا بعدما استحقوا ذلك منه، واستوجبوه لكفرهم. فأما قبل ذلك، وهم أطفال، فلا يجوز أن يبغضهم، بل يرحهم ويجرى نعه عليهم، ويعطف عليهم الأباء والأمهات، وقد قال: سبحانه، لنبيه، صلى الله عليه وعلى الله وسلم: { وما أرسلناك إلأ رحمة للعالمين (600(1) .
ومن الحجة عليك أن نقول لك : هل أراد الله، عز وجل، من الخلق نفاذ ما أمر بترك ما علم، او ترك ما أمر بإنفاذ ما علم؟.. فان قلت: إن الله - تبارك وتعالى - اراد من الخلق ففاذ ما علم بترك ما أمر. لزمك أن ترك الملائكة والرسل، وجميع من أرسلوا إليه من الامم، وما أمر الله، عز وجل، به من جميع الطاعات كلها اصلح واوافق، وأنه اراد ان لا يرجعوا عما علم انهم بختارون، من عبادة الأصنام والشرك وجميع المعاصىا.: اواد التذمالهربترك هاعلم: وإن فالو: اراد الله من الخلق إنفاذ ما أمر بترك ماعلم، رجعوا عن قولهم، وصاروا 5طا إلى قولنا، وفلجت حجتهم، وذلك هو الحق، وهو قولنا /، لأن اللى عز وجل، أراد من خلقه إنفاذ أمره، الذى جاعت به رسله وكتبه، والدعاة إليه من اثمة الهدى، عليهم السلام، وأن يتركوا قبيح ما علم أنهم يختارونه، بأهوائهم، ويقدرون على تركه باستطاعتهم المركبة فيهم، ويرجعوا إلى حسن ما علم أنهم قادرون على فعله، باستطاعتهم المركبة فيهم، المخيرين فيها.
وقد قال، عز وجل، فى محكم كتابه ما يصدق قولنا، ويشهد بحجتنا: ولا تقربوا الزتى إنه كان فاحشة وساء سبيلا () (2) ، لعلمه انهم يقدرون على ترك الزنا، ثم قال، عز وجل، واثبعوا أحسن ما أنزل اليكم من ربكم} (2)، لعلمه أنهم يقدرون على ذلك ومعهم عليه الاستطاعة والقوة.
(1) ورة الانبياه: الآية 107 (2) ورة الاسراه : الآية 42 (3) سورة الزمر الآية*
صفحہ 28