ويحتمل أن يكون كناية عن قبح المنظر، وفظاعة الصورة، يقال (كلمت) فلانا فلا رد على سوداء ولا بيضاء، أي: كلمة قبيحة ولا حسنة، وأما (أزرقان) فليس المراد منه الزرقة فحسب، بل المراد منه وصفهما بتقليب البصر فيه، وتحديد النظر إليه، يقال: زرقت عينه نحوي: إذا انقلبت وظهر بياضها، ولهذا يوصف العدو بالزرقة، فيقال: أسود الكبد، أزرق العينين؛ لأن من عادة العدو إذا نظر إلى من يبغضه ويعاديه- أن ينظر إليه شذرا؛ بحيث تنقلب عينه ويظهر بياضها، وقد ذهب بعضهم إلى أن العرب إنما وصفوا الأعداء بالزرقة؛ لأن الروم أعداؤهم وهم زرق العيون، والتعليل الذي ذكرنا أوجه، ثم إن الزرقة أبغض شيء من ألوان العيون إلى العرب، والعين إذا (ذهب أزرقت)، قال الله تعالى ﴿يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا﴾ أي: عميا عيونهم لا نور لها، ويجوز أن يكون وصفهما بالعمى، والدليل عليه قوله ﷺ في حديث آخر: (أبيض أعمى أصم) قوله: (نم كنومة العروس) العروس: نعت يستوي فيه الرجل والمرأة، ما داما في أعراسهما، يقال: رجل عروس، ورجال عرس وامرأة عروس، في نساء عرائس.
ومنه الحديث: (كان رسول الله ﷺ عروسا بزينب) وإنما ضرب المثل بنومة العروس؛ لأن الإنسان أعز [٢٠/ ب] ما يكون في أهله وذويه، وأرغد وأنعم وهو في ليلة الأعراس، وفي أمثالهم: (كاد العروس أن يكون أميرا).
1 / 74