كلامه، ويتجاوز في الكلام حدّ نظامه. وقد أنشدني أحمد بن يحيى ثعلب:
ما في الكلام على الأنام أثام، ... بل فيه عندي النقض والإبرام
لولا الكلام لما تبينا الهدى، ... وتعطلت في ديننا الأحكام
فزن الكلام، إذا أردت تكلما، ... ودع الفضول، ففي الفضول ملام
إن أنت لم ترشد أخاك، إذا أتى، ... فعليك منه هجنة وأثام
والنطق أفضل من صمات متهم، ... جاء الكتاب بذاك، والإسلام
هذا البيان، فلا تكن متماريًا، ... فالصمت عيٌّ، والكلام نظام
وليس بعيب على الأديب، وإن كان مستقلًا بما لديه، استخذاؤه للمتقدم في العلم عليه، ولا في سؤاله فيما غُيبت معرفته عنه، من هو أعلى درجة في العلم منه. وأنشدني أحمد بن يحيى ثعلب:
تمام العمى طول السكوت، وإنما ... شفاء العمى يومًا سؤالك من يدري
وروى أن أعرابيًا أتى النبي ﷺ فقال: يا ابن عبد المطلب! ماذا يزيد في العلم؟ قال: التعلم. قال: فماذا يدل على العلم؟ قال: السؤال.
أنشدني أحمد بن عبيد قال: أنشدني ابن الأعرابي لبشامة بن عمرو المرّي:
إذا ما يهتدي لبي هداني، ... وأسأل ذا البيان، إذا عميت
وأجتنب المقاذع حيث كانت، ... وأترك ما هويت لما خشيت
1 / 11