قال ابن وضاح: ولم يكن جرت له عادة بمثل هذا، ولكن الله بفضله ورحمته حركه لذلك في وقت ضرورتي إليه.
قال: فحمدت الله ﷿، ورجعت من ذلك الموضع الذي لقيني الغلام فيه، ناهضا إلى داري، وسر أهلي بما وردهم من ذلك، والحمد لله كثيرا، لا إله إلا هو.
وقد روينا هذه القصة أيضا على نسق واحد.
٦٦ - أخبرنا أبو محمد بن عتاب: ثنا حاتم بن محمد: أنا ابن عفيف، أنا ابن رفاعة، قال: أنا أحمد بن عبد البر، قال: ثنا أحمد بن خالد أنه أخبره، عن ابن وضاح أنه بقي يوما فخرجت إليه زوجته فقالت: ليس عندنا سفة من دقيق، ولزومك هذا البيت لا فائدة فيه، فاخرج فاطلب علينا.
قال: فخرجت وقد ضاقت بي الدنيا.
فقلت: «من أقصد وإلى من نسير؟ نقصد الله ﷿ ونرغب إليه» .
قال: فقصدت الجامع، فكنت فيه إلى أن صليت العصر.
قال: فلما خرجت قلت: «في الوقت فسحة فإن قصدت الدار عكرت علي»؛ فقصدت المرضى وزرت قوما من إخواننا.
ثم أتيت مع الليل إلى داري، وأنا لا أشك أني أدخل إلى شر من فيها وهراشها.
قال: فلما أن دخلت، بعد أن صليت المغرب في مسجدي، تلقتني زوجتي ببشر وتبسم فاستربت من ذلك، وقالت:
1 / 71