لقد جاءنا اليوم حمل الدقيق الذي بعثت به في وقت قد كنا بقينا من الجوع.
فلما سمعت قولها أظهرت أن عندي معرفة من ذلك.
وكان بعث حمل الدقيق رجل من إخوانه، ألقى الله ﷿ في قلبه في ذلك اليوم الذي وقف فيه هذا الموقف، والله لطيف بعباده يرزق من يشاء، وهو الحكيم الخبير.
٦٧ - قال يونس: وحدثت عن أحمد بن مطرف، قال: أنا بعض شيوخنا من أهل العلم، أنه كان عند محمد بن وضاح ﵀، فدخل عليه رجل فقال: خطرت الآن عجلة، فأصابت الصبي ابنك ومشت عليه.
فلم يكترث لذلك، وجعل يقبل على ما كان فيه، من إمساك كتابه، وأمر القارئ أن يتمادى في قراءته، فلم يلبث أن دخل عليه رجل آخر فقال: أبشر يا أبا عبد الله، سلم الصبي والحمد لله، إنما أصابت العجلة ثوبه فسقط، وجاوزته ولم تؤذه بها.
فقال: الحمد لله، قد أيقنت بذلك، لأني قد رأيت اليوم الصبي قد ناول مسكينا كسرة، فعلمت أنه لا يصيبه بلاء هذا النهار، للحديث الذي أتى «أن الله ليدفع عن العبد ميتة السوء بالصدقة يتصدق بها» .
1 / 72