فاستيقظت فعلمت أن ذلك تنبيه نبهني ربي به.
فلم أخرج من المسجد حتى صليت العشاء الآخرة.
ثم انصرفت، فوجدت الذي أردت أن أقصده في الحاجة، قد حركه المولى الكريم، عالم الخافيات، كاشف الكربات، وأجرى لأهلي على يديه ما أغناهم وكفاهم.
والحمد لله كثيرا كما هو أهله.
٦٥ - قصة لمحمد بن وضاح ﵀
قال يونس: حدثني من أثق به من أصحابي أن أحمد بن مطرف صاحب الصلاة بقرطبة، أخبره: أن أحمد بن خالد، حدثه أن محمد بن وضاح، أخبره أنه بقي يوما وليس عنده شيء يتقوت به أو يطعمه عياله.
قال: فخرجت إلى أهلي فقالت: ليس عندنا شيء يؤكل، ولزومك هذا البيت لا فائدة منه، فاخرج فاطلب لنا شيئا نتعيش به ولنفسك.
قال: فخرجت وقد ضاقت بي الدنيا، فقلت: «من أقصد؟» .
فأجمع رأيي على أن أقصد الله ﷿ وحده لا أحدا من الناس.
فنهضت إلى المسجد الجامع، فكنت فيه إلى أن صليت العصر.
ثم خرجت من المسجد، فلما صرت إلى باب القنطرة لقيت غلام رجل من ساكني قرية شقندة بعدوة النهر، وكان ذلك الرجل لي صديقا، ومع الغلام دابة موقرة بحمل دقيق، وفي يد الغلام جرة مملوءة زيتا، فقال لي: إليك أقصد، أبو الخيار يقرأ عليك السلام يعني ذلك الرجل وبعث إليك بهذا الدقيق والزيت.
1 / 70