يا عبد الحروف كلها مرضى إلا الألف ، أما ترى كل حرف مائل ، أما ترى الألف قائما غير مائل ، إنما المرض الميل للسقام فلا تمل . يا عبد لا تخرج بسري فأخرج بسرك ، أنظر إلى كنفي عليك كيف أسترك به عن خلقي ثم انظر إلى يدي عليك كيف أسترك بهما عن كنفي ثم انظر إلى نظري إليك كيف أسترك به عن يدي ثم انظر إلي كيف أسترك بي عن نظري وكيف أسترك بنظري عن نفسي . يا عبد إن سترت ما بيني وبينك سترت ما بينك وبيني . يا عبد لا إذن لك ثم لا إذن لك ثم سبعون مرة لا إذن لك أن تصف كيف تراني ولا كيف تدخل إلى خزانتي ولا كيف تأخذ منها خواتمي بقدرتي ولا كيف تقتبس من الحرف حرفا بعزة جبروتي . يا عبد كل علم إلا علم كيف تراني وكيف تدخل إلى خزانتي فلك فيه موطن وللخلق فيه عندك مساكن ، فمن جاءك فاعرض عليه مساكن أفئدة العارفين ، فساكن ومرتحل وصامت يزداد بما سمع وناطق يحاورك ثم إلى ما يسمع منك يرجع . يا عبد إذا رأيتني ودخلت خزانتي فنفسك وعلم إخلاص نفسك ونفوس كل العارفين معك في برزخ من حجاب الأمر وتحت سرادق من سرادقات النهى ، ما في ملكوت أسمائي نفس ولا علوم نفس ولا مريد علوم نفس . وقال لي الأمر والنهى غطاء وعلم ما لك وعليك في غطاء ، وقد سبقت رحمتي لكل من في الغطاء ، فانظر إلى ذنوب من في الغطاء كيف تصعد ، ثم انظر إلى عفوي كيف تلقها كلها ولا يدعها تصعد إلي ولا يدع أهلها ينسون ذكرى بألسنتهم . يا عبد لي في الغطاء كرمي وحلمي وعفوي ونعمتي . يا عبد لي كل من في الغطاء أعمى عني ، إنما يبصر علمي ما رآني قط ولا رأى مجلسي ولا دخل إلى حضرتي ، وكل خاص وعام في الغطاء فهو عام إلا أصحاب الأسماء وإلا أصحاب الحروف ، أولئك قد رأوني جهرة قلوبهم لا جهرة رؤيتي وأولئك قد رأوا جهرة حكمتي وجهرة قدرتي ورأوا جهرة صفتي الفعالة ، فأولئك فليحذروني وليحذروا صفتي الفعالة فلا أجعل ذنوبهم في عفوي ، إنما ذلك لأهل الغطاء ، ولا أجعل قلوبهم في رفقي ، إنما ذلك لأهل الحجاب . وقال لي تعرف الأسماء وأنت في بشريتك وتعرف الحروف وأنت في بشريتك يأكل الخبل عقلك . وقال لي ليحذر من عرف أسمائي من خبل عقله ثم ليحذر من عرف أسمائي من خبل قلبه . وقال لي إذا رأيتني رأيت الخوف والرجاء في الطرد عني ورأيت العلم والمعرفة في الطرد عني .
صفحہ 206