يا عبد أنا الصمد فلا تتحلل صفة العلم صفة الصمود . يا عبد أنا الحق الحقيق فكل شيء بي يقوم فمن كلمته أشهدته أن ذلك بي فرأى قلبه العيان ومن لم أكلمه أعلمته أن ذلك بي فرأى قلبه المعلوم . يا عبد قل للعلم ما بيني وبينك سبيل لا أستدل بك فتوردني على معلوماتك ، وقل للمعلومات ما بيني وبينك سماء ولا أرض ولا خلال ولا فج تراجعني في علمك ، فإليه مرجعك أنت حمله وهو وعاؤك وأنت طريقه إلى الغافلين . يا عبد من صفة الولي لا عجب ولا طلب ، كيف يعجب وهو يرى الله وكيف يطلب وهو يرى الله ، إنما العجب هو ارتعاد البصيرة وإنما ارتعاج البصيرة كالذي يبصر من خلل والذي يبصر من خلل يحتجب من خلل ، والطلب لا يكون إلا في حجاب . يا عبد إذا أردت أن تدعوني فاستفتح بابي ، إلهي كيف أستفتح بابك وإنما أسماؤك عليه وإنما صفتك أسماؤك وإنما فوت العقول والأوهام صفتك . يا عبد إذا أردت أن تدعوني قرأت الحمد سبعا وصليت على النبي صلى الله عليه وسلم عشرا ، فإن رأيت الباب قد فتح وهو أن تقف في مقامك مني وهو مقام رؤيتي وهو مقام طرح النفس وطرح ما بدا فإن لم تغب الرؤية عنك في السؤال فادعني وسلني وإن غاب عنك المقام فلا تدعني من وراء الحجاب إلا بكشف الحجاب ، ذلك فرض تعرفي على من رآني .
مخاطبة 52
صفحہ 205