كتاب المخاطبات صفحة فارغة
صفحہ 143
مخاطبة 1
صفحہ 145
يا عبد إن لم أنشر عليك مرحمة الرحمانية لطوتك يد الحدثان عن المعرفة . يا عبد إن لم تنر أنوار جبروتي لخطفتك خواطف الذلة وطمستك طامسات الغيار . يا عبد إن لم أسقك برأفتي عليك أكواب تعرفي إليك أظمأك مشرب كل علم وأحالتك برقه كل خاطر . يا عبد أنا الناطق وما نطقي النطق ، وأنا الحي وما حيوتي الحيوة ، أحلت العقول عني فوقفت في مبالغها ، وأذهلت الأفكار عني فرجعت إلى متقلبها . يا عبد أنا الحاكم الذي لا يحكم عليه ، وأنا العالم الذي لا يطلع عليه . يا عبد لولا صمودي ما صمدت ولولا دوامي ما دمت . يا عبد اخرج من همك تخرج من حدك . يا عبد لو لم أكتبك في العارفين قبل خلقك ما عرفتني في مشهود وجدك لنفسك . يا عبد إن لم تعرف من أنت مني لم تستقر في معرفتي . يا عبد إن لم تستقر في معرفتي لم تدر كيف تعمل لي . يا عبد إن عرفت من أنت مني كنت من أهل المراتب . يا عبد أتدري ما المراتب ، مراتب العزة يوم قيامي ومراتب التحقيق في يوم مقامي أولئك يلوني وأولئك أوليائي . يا عبد اعرف من أنت يكن لقدمك ويكن أسكن لقلبك . يا عبد إذا عرفت من أنت حملت الصبر فلم تعي به . يا عبد إذا عرفت من أنت أشهدتك محل العلم بي من كل عالم ومقر الوجد بي من كل واجد ، فإذا أشهدتك ذلك كنت من شهودي على العالمين وإذا كنت من شهودي على العالمين فأبشر بمرافقة النبيين . يا عبد أنا أولى بك إن عقلت وأنت أولى بي إن حملت . يا عبد لا أزال أتعرف إليك بما بيني وبينك حتى تعلم من أنت مني ، فإذا عرفت من أنت مني تعرفت بما بيني وبين كل شيء . يا عبد أنا القريب منك ولولا قربي منك ما عرفتني ، وأنا المتعرف إليك لولا تعرفي إليك ما أطعتني . يا عبد الجأ إلي في كل حال أكن لك في كل حال . يا عبد اقصدني وتحقق بي فإن الأمر بيني وبينك ، إذا أشهدتك أن ذكرى لا يمنع مني وأن أسمى لا يحجب عني وأنني أمنع بذكرى من أشاء ممن أشاء وأحجب باسمي من أشاء عمن أشاء فأنت من خاصتي . يا عبد أنا أولى بك من علمك وأنا أولى بك من علمك وأنا أولى بك من رؤيتك ، فإذا علمت فصر وما علمت إلي فاستمع مني فيه واحمل إلي رؤيتك ووقفتك وقف بين يدي وحدك لا بعلم فإن العلم لا يواريك عني ولا بعمل فإن العمل لا يعصمك مني ولا برؤية فإن الرؤية لا تغني مني ولا بوقفة فإن الوقفة لا تملك بها مني . يا عبد قف بين يدي في الدنيا وحدك أسكنك في قبرك وحدك وأخرجك منه إلي وحدك وتقف بين يدي في القيامة وحدك ، وإذا كنت وحدك لم تر إلا وجهي وإذا لم تر إلا وجهي فلا حساب ولا كتاب وإذا لا حساب ولا كتاب فلا روع وإذا لا روع فأنت من الشفعاء . يا عبد الوجد بما دوني سترة عن الوجد بي وبحسب السترة عن الوجد بي فتأخذ منك الباديات كنت من أهلها أم لم تكن من أهلها .
مخاطبة 2
صفحہ 147
يا عبد أخلصتك لنفسي فإن أردت أن يعلم بك سواي فقد أشركت بي وإذا سمعت من سواي فقد أشركت بي ، أنا ربك الذي سواك لنفسه واصطفاك لمحادثته وأشهدك مقام كل شيء منه لتعلم أن لا مقام لك في شيء من دونه ، إنما مقامك رؤيته وإنما إفرادك حضرته . يا عبد إني جعلت لك في كل شيء مقام معرفة وإني جعلت لك في مقام كل معرفة مقام تعلق لتكون بي لا بالمقامات ولتكون عني لا عن النهايات ، إني اصطفيتك عن البدايات فأجريتك عنها إلى النهايات ثم اصطفيتك عن النهايات فرحلتك عنها إلى الزيادات ثم اصطفيتك عن الزيادات فرحلتك عنها إلي ، فالبدايات علمك ونهاياتها عملك والزيادات علم وجدك عندي أتعرف إليه بما أشاء وألقى إليه ما أشاء وأنا إليك أنظر لا إلى البدايات ولا إلى النهايات ولا إلى الزيادات ولا إلى الشيء هو بينك وبيني إذ لا بين بيني وبينك ، أنا أقرب إليك من كل شيء فلا بين وأنا أقرب إليك منك فلا أحاطة لك بي ، أنت حد نفسك وأنت حجاب نفسك كيف كنت وكيف تعرفت إليك وأنت منظري فلا الستور المسدلة بيني وبينك وأنت جليسي لا الحدود بينك وبيني . يا عبد لي جلساء أشهدتهم حضرتي وأتولاهم بنفسي وأقبل عليهم بوجهي وأقف بينهم وبين كل شيء غيرة عليهم من كل شيء ، ذلك لأردهم إلي عن كل شيء وذلك ليفقهوا عني ولتوقن بي قلوبهم ، إني أنا أخاطبهم ، أولئك أولياء معرفتي بها ينطقون وعليها يصمتون فهي كهف علومهم وعلومهم كهوف أنفسهم . يا عبد إنما أظهرتك لعبادتي فإن كشفت عن سدولك فلمحادثتي وإن أقبلت عليك فلمجالستي .
مخاطبة 3
صفحہ 148
يا عبد قف بيني وبين أوليائي لتسمع عتبي وعتابي ولترى لطفي وقربي ولتشهد حبي لهم لا يدعهم أن يرجعوا عني ولا يخلى بين غفلاتهم وبينهم عن ذكرى لأني أنا اصطنعتهم لمناجاتي وأنا صغتهم لتعرفي ولأنني أنا صغتهم واصطفيتهم لودي . يا عبد انتقل بقلبك عن القلوب التي لا تراني ، إن لي قلوبا أبوابهم إلي مفتوحة وأبصارهم إلي ناظرة تدخل إلي بلا حجاب هي بيوتي التي فيها أتكلم بحكمتي وفيها أتعرف إلى خليقتي ، فانظر قلبك فإن كان من بيوتي فهو حرمي فلا تسكن فيه سواي لا علمي فليس علمي من بيوتي ولا ذكرى فليس ذكرى من بيوتي ، إنك إن أسكنت فيه ساكنا حجبتني فانظر ماذا تحجب . يا عبد انظر ما آتيتك من علم ومعرفة وما آتيتك من ذكر وموعظة وما آتيتك من حكمة وتبصرة فاجعل ذلك حرسا على أبواب قلبك وحجابا لسواي عنه . يا عبد إذا عراك أمر فكله إلي أكفك عقباه وعاجلته . يا عبد أنا لما عراك خير من فكرك وأنا على ما طرقك أقوى من دفعك . يا عبد انتقل ببطنك عن بطون المترفين ذوي الشهوات المحجوبات عن الكرامات وذوي الارادات الموصولات بالمهانات . يا عبد إذا انتقلت بقلبك وبطنك ألبستك لباس الصبر العاصم فآتيتك في كل شيء حكمته فتثبت على مرادي منك فيه ، فإن تكلمت فبنصري وحجتي وإن سكت فعلى بينة مني . يا عبد إن انتقلت بقلبك قبل بطنك رجع قلبك ، وإن انتقلت ببطنك لم ترجع قلبك . يا عبد اجعل بطنك كبطون الصالحين أجعل قلبك كقلوبهم . يا عبد إن انتقلت ببطنك انتقلت عن أعدائي ، وإن انتقلت عن أعدائي فأنت من أوليائي . يا عبد من عندي إلى الأشياء وإلا أخذتك ، ومن عندي إلى لا من الأشياء إلي وإلا صحبتك . يا عبد إن صحبتك الأشياء قطعت بك . يا عبد سبقت إليك بتعرفي إليك اجتباء ولا أشياء بيني وبينك ، ثم أظهرت لك الأشياء ابتلاء ، فأقم في مقام اجتبائي لك أقم بك في مقام ابتلائي لك . يا عبد كن عندي لا عند شيء فإن ذكرك بي شيء أو جمعك على فإنما ذكراك بي لتتساه لا لتنساني ولتكون عندي لا عنده ، وإنما جمعك علي لتتفرق عنه لا عني . يا عبد إذا أوجدتك حكومة الصبر في شيء فقد جعلت لك العافية فيه . يا عبد انظر إلى صفتك التي فيها أظهرتك وبها ابتليتك تنظر إلى ما بيني وبينها خطاب ولا بينها وبيني أسباب فتعلم أنك مخاطبي لا هي . يا عبد أظهرتك لتدأب فيما سترك عني فلا بنيتك وصنعتك لتقبل وتدبر فيما فرقك عن محادثتي . يا عبد لا تعتذر فمخالفتي أعظم من العذر ، وإن تعتذر فكرمي أعظم من الذنب .
مخاطبة 4
صفحہ 150
يا عبد أفقدتك الوجد بي حجبتك عن العلم بي ، وإن حجبتك عن العلم بي علقتك بعلم من المعلومات سواي ، وإن علقتك بعلم من المعلومات سواي أوجدتك بك ، وإن أوجدتك بك عاد وجدك بك حاجبا عن المعلومات فلا لك علم بمعلوم وأنت بك واجد ولا لك علم بي وأنت بالمعلومات متعلق . يا عبد لو جمعت النطقية في حرف وجمعت الصمتية على هم وتعلق بي ذلك الحرف وأقبل علي ذلك الهم ما بلغا كنه حمدي فيما أنعمت ولا حملا رؤية قربي فيما أحطت . يا عبد أنا الذي لا تحيط به العلوم فتحصره ، وأنا الذي لا يدركه تقلب القلوب فتشير إليه ، حجبت ما أبديت عن حقائق حياطتي بما أبديت من غرائب صنعتي وتعرفت من وراء التعرف بما لا ينقال للقول فيعبره ولا يتمثل للقلب فيقوم فيه ويشهده . يا عبد آية معرفتي أن تزهد في كل معرفة فلا تبالي بعد معرفتي بمعرفة سواي . يا عبد لا تخرج في غيبتي عن ذكرى فيغلبك كل شيء ولا أنصرك . يا عبد اعتبر محبتي في نصري لك . يا عبد اطلب نصري لك في تقلب قلبك . يا عبد لئن أقمت في رؤيتي لتقولن للماء أقبل وأدبر . يا عبد من الماء كل شيء حي فلئن تصرفت فيه فلتتصرفن فيما فيه . يا عبد أعززتك فما أقدر قدرك على شيء ، صنعت لك كل شيء فكيف أرضاك لشيء . يا عبد إذا رأيتني تساوى الخوف والأمن . يا عبد لو أردت الكون فقلبته على أسراره ما استوى فيه ضدان . يا عبد أثبتت رؤيتي قلبك ومحت الكون فالثبت يحكم في المحو . يا عبد إذا رأيتني فكل شيء أنا مبديه فكيف تسأل ما أنا مبديه عما أنا مبديه أهل أطلع علي فيما أنا مبديه . يا عبد إذا رأيتني فكيف تقول لما بدا أين سره أو تقول لما خفي أين جهره . يا عبد أنا أولى بك مما أبدى وأنت أولى بي مما أخفى . يا عبد أنا ربك الذي تعلم وأنت عبدي الذي تعلم فأسجد علمانيتك بك لعلمانيتك بي . يا عبد إذا رأيتني فالعلم ماء من مائك فأجره أين شئت لتثبت به ما شئت . يا عبد إذا لم ترني فاسمع لعلمك بي وأطعه ، إنما علمك بي دليلك فإذا رأيتني فقف أنت في مقامك وخل علمك ليقوم من وراء مقامك .
مخاطبة 5
صفحہ 152
يا عبد إن لم تؤثرني على كل مجهول ومعلوم فكيف تنتسب إلى عبوديتي . يا عبد كيف تقول حسبي الله وأنت تطمأن بالجهل على المجهول كما تطمأن على العلم بالمعلوم . يا عبد طلبك مني أن أعلمك ما جهلت كطلبك أن أجهلك ما علمت فلا تطلب مني أكفك البتة . يا عبد سقط الحرف وهدمت الدنيا والآخرة واحترق الكون كله وبدا الرب فلم يقم له شيء فلولا أنه بدا بما احتجب واحتجب بما بدا لما بقي شيء ولا فني شيء ، ولو بدا بما بدا لا بدا أبديه على ما له بدا ، ولو احتجب بما احتجب لما عرفه قلب ولا جرى ذكره على خليقة . يا عبد اقصدني بمالك وأهلك وعلمك وجهلك . يا عبد أرني قلبك وأعرض علي خواطرك فإن لم تخل بيني وبينك لم أخل بينك وبين شيء منك . يا عبد تعرفت إليك لا في شيء ولا لشيء ولا بحاجزية من علم شيء ولا لأجلية شيء فما ضرك شيء وكونتك فغرت عليك أن ينفعل أو تنفعل في التكوين بك . يا عبد أحللني محل جهلك وعلمك منك لا تجهل ولا تعلم وتراني وحدي فيسألك الجهل عن الجهل فتخبره ويسألك العلم عن العلم فتخبره ، فلا أنت في الأخبار ولا به ولا أنت في المخبر ولا به ، فت الفوت وضعت الكل بين يديك ورأيتني لا هو وقلت ولم يقل لك أنا ألحقت القول بالكلية الموضوعة ورأيتني من وراء القول ولم تر القول ولم تر الكلية من وراء الوضع فأنت المصنوع له كل شيء وأنا الناظر إليك لا إلى شيء .
مخاطبة 6
صفحہ 153
يا عبد كأنك أعطيت سواي عهدا بطاعتك إن دعاك لبيته والتلبية إسراع في الإجابة وإن صمت عنك ابتدأته والابتداء طاعة المحب . يا عبد انظر إلى كرم الخطاب ولطفي بك أين ما صرف العتاب أقول كأنك وأنت إنك . يا عبد من لم تكن له حقيقة به كيف يضر أو ينفع . يا عبد إذا رأيتني جزت النفع والضر . يا عبد إذا جزت الضر والنفع أخذت بذنبك من آخذ وغفرت بحسنتك لمن أغفر . | يا عبد إذا علمت فقل ربي أعلم بعلمي لا أقضى بعلمي ولا أسئلة عن علمه . يا عبد إذا ضيعت فرض ما تعلم فما تصنع بعلم ما تجهل . يا عبد إذا رأيتني كان ذنبك أثقل من السماء والأرض . يا عبد غرق البلاء فيما نفى من علوم الغيبة في الرؤية .
مخاطبة 7
صفحہ 154
يا عبد همك المحزون علي ' بسم الله الرحمن الرحيم كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء صدق الله العظيم . يا عبد ما كنت تعلم علم همك المحزون علي هو تحت كاف التشبيه كالشعاع تحت السحاب . يا عبد قل لبيك رب كل حال . يا عبد الحزن علي حقيقة الحزن . يا عبد أنا عند الحزين وإن أعرض عني . يا عبد كيف يحزن علي من لم يرني أم كيف لا يحزن على من رآني . يا عبد قل لبيك رب أكتبك مجيبا من وجه . يا عبد إن كتبتك مجيبا من وجه كتبتك مجيبا من كل وجه وإن كتبتك مجيبا من كل وجه جعلت لك بين يدي موقفا وجعلت كل شيء وراء ظهرك . يا عبد إذا وقفت بين يدي فوار عني كل شيء حتى همك المحزون علي . يا عبد جزاء المحتمل في أن لا أغيب عنه أين حل . يا عبد اجعل لي من بيتك وطنا كما جعلت لذكرى من قلبك وطنا . يا عبد شكرني همك المحزون عن كل شيء إثباتي الحزن فيه على من يشكره عنه . يا عبد شيء كان وشيء يكون وشيء لا يكون ، فشيء كان حبي لك وشيء يكون تراني وشيء لا يكون لا تعرفني معرفة أبدا . يا عبد الهم المحزون كالمعول في الجدار المائل . يا عبد لكل شيء قلب وقلب القلب همه المحزون . يا عبد القلب ينقلب قلب القلب لا ينقلب . يا عبد المتقلب يصلح على كل شيء ، ما لا ينقلب لا يصلح على شيء . يا عبد وار جسمك أوار قلبك ، وار قلبك أوار همك ، وار همك تراني . يا عبد هذا ما عهد ربك إلى الضعيف أتخذ عهدا بالخلوة أنصرك وإلا فلا . يا عبد ما لم ترني فالبلاء يسير أو كاد أن لا بلاء إنما هي أعواض تقلبك على أعواض ، فإن رأيتني طالبتك بأن لا تغيب عني فلم تجد عني عوضا ولا علي صبرا وكانت الغيبة حديثك وقلت لك عهدت إليك في رؤيتي أن لا أقبلك في غيبتي ولو جئت برؤيتي .
مخاطبة 8
صفحہ 155
يا عبد من لم يستحي لزيادة العلم لم يستحي أبدا . يا عبد لا تتصرف فيك أخدمك كل شيء على عين ترعاه من حسن الاختيار . يا عبد إن أردت أن تنظر إلى قبح المعصية فانظر إلى ما جرى به الطبع وحالفة الهوى . يا عبد علامة مغفرتي في البلاء أن أجعله سببا لعلم . يا عبد جعلت لكل شيء وجعلت فتنته في وجهه ، وجعلت وجهك وجدك بك ووجه الآخرة ما عاد عليك ، وأمرتك بالغض عن كل وجه لتنظر إلى وجهي وأنت بينك وبين سببك واختياري ولا أنت ولا سببك وأنا ولا ظهور اختياري لك ولا فيك . يا عبد عبدي الأمين علي هو الذي رد سواي إلي .
مخاطبة 9
صفحہ 156
يا عبد عذرت من أجهلته بالجهل مكرت بمن أجهلته بالعلم . يا عبد صل لي بقلبك أكشف لك عن قرة عينه في الصلوة . يا عبد لا تتبع الذنب بالذنب أسلبك الغم عليه فتطمئن به فآخذك به . يا عبد إذا رأيتني رأيت منتهى كل شيء . يا عبد إذا رأيت منتهى كل شيء أدركت كل شيء وجزت كل شيء . يا عبد لقد أحببتك الحب كله ، أتجلى لك فلا أرضاك لشيء حتى تحادثني فتكون بما أتجلى به ، أشبهت حكمة ذلك متحابين ناظرين . يا عبد لقد استحيتيك حق الحياء إذا لم آمرك وأنهك إلا من وراء حجاب . يا عبد رأيتني قبل الشيء فعرفت ما رأيت وهو الذي إليه تصير ، وإني سآتيك من وراء الشيء فإذا رأيتني ورأيته فاستعذ بي مني وصدقني على ما أثبت فيه به منه أحتجب من ورائه فيبقى لا حكم له به وأردك إلى ما رأيت قبله ، تلك أمانتي عنده ' بسم الله الرحمن الرحيم ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما صدق الله العظيم .
مخاطبة 10
صفحہ 157
يا عبد كم شيء دفعته بيدك جعلته رزقك وكم ثبتت يدك على رزق هو لغيرك فكن عندي وانظر إلي كيف أجرى القسم ترى العطاء والمنع اسمين لتعرفي إليك . يا عبد مبلغك من العلم ما به تطمئن . يا عبد حاجتك ما يقلبك عن الحاجة . يا عبد اتقني ومن دون تقواي نجاة . يا عبد كيف تستجيب لعلمك وأنا الرب . يا عبد ما منعتك لضني عليك وإنما منعتك لأعرض عليك الجزء المبتلي منك لتعرفه فإذا عرفته جعلته سببا من أسباب تعرفي إليك فسويت بين الاختلاف والائتلاف فرأيتني وحدي علمت أنني لك أظهرت ما أظهرت ولك أسررت ما أسررت . يا عبد لو علمتك ما في الرؤية لحزنت على دخول الجنة . يا عبد ما أنت بعامل في الرؤية إنما أنت مستعمل . يا عبد قم إلي لا إلى مسافة تقطع بضعفك ولا حاجة تعجز فقرك . يا عبد عذرتك ما بقي العلم في لا وبلى . يا عبد لا أرفع العلم عذرتك على كل حال . يا عبد قم إلي تتبع سببا مواصلا . يا عبد قم إلي أعطك ما تسأل ، لا تقم إلى ما تسأل أحتجب ولا أعطي . يا عبد كيف أنت إذا ندبت كذلك انا إذا دعوت . يا عبد تحذيرا وحكمة مقام أنا الرؤوف بك أين فلت وأنا المقيل لك أين عثرت . يا عبد ألم ترني لم أرضك لشكري ولا ذكري حتى أشهدتك رؤيتي فكانا وراء ظهرك ، إنما اصطفيتك لنفسي وارتضيتك لرؤيتي لكن طبعتك على الغيبة عني فرقا بينك وبين مداومتي ، فإذا رجعت إلى الغيبة فما رجعتك عن رؤيتي لك وإنما رجعتك عن رؤيتك لي ، هنالك جعلت لك الغيبة مسرحا فاذكرني فيها بذكرى الذي أحببت أن أذكر به فإني لا أقفك في الغيبة ولا أرضى بمثواك في العبادة فأنصبها لك أبوابا وطرقا أوصلك منها إلى الرؤية فإذا رأيتني أحرقت ما جئت به .
مخاطبة 11
صفحہ 158
يا عبد رب لا يوافق عبده إن فقهت أدركت من العلم دركا بعيدا . يا عبد عبد لا يوافق ربه وهو مرآى عينك ، كلا لما يقض ما أمره . يا عبد سقطت الموافقة فامح الوفاق فلا وفاق . يا عبد أنا أبدي ما أشاء أقلب به ما أشاء . يا عبد قل أرنيك قبل الرؤية حتى لا أتشرف بالرؤية إلى الرؤية . يا عبد إذا بدت الرؤية تبقى فتذر فما رأيتني ، وإذا بدت لا تبقى ولا تذر فقد رأيتني وأنا النصوح ، ما لملك خلقتك ولا لنبي صنعتك ولا على مدرجة وقفتك ولا لملك وملكوت بنيتك ولا لعلم صنعتك ولا للحكمة أظهرتك ولا لغيري أردتك ، أظهرتك لي وحدي فجريت بإذني وقلبتك فانقلبت على الثبت الذي شئته والثبت سترك الأصلي وتحته ثبتت الفروع كلها ، وبدأت فأخرقت الستر وما تحته ونصبت الأخرق سترا بيني وبينك وإنما قلت لك أبدو لأعرفك ، إنما يبدو من يغيب ويغيب من يبدو وأنا الدائم صفته المنزه عن بدو وغيبة ، وإنما أبديك وأخفيك وأفرشك وأطويك وأقول لك بدأت لم يسبقني إليك سابق وظهرت لا حقيقة من دوني قائمة إلي منتهى ما أحققته فإذا انتهى فلا هو وأنا فيما هو فيما لا هو كما أنا ، فقف لي أنت جسري ومدرجة ذكرى عليك أعبر إلى أصحابي .
مخاطبة 12
صفحہ 159
يا عبد الإطراق عبور الدنيا والآخرة والنظر حبس الدنيا والآخرة والملتفت لا يمشي معي ولا يصلح لمسامرتي . يا عبد إذا مشيت معي فلا تنظر إلى الأعلام والمبالغ فتنقطع لأني جعلت لك في كل شيء أظهرته مبلغا لا تجوزه وعلما به تسير فيه فما دمت تمشي معك فتلك حدودك وذلك مقيلك فإذا فتحت لك أبوابي ومشيت معي فما لك في مبلغ ولا معلم ولا ملتفت . يا عبد الاسم القهار بسم الله ، والكلمات البالغة أنت الله مالك كل شيء وأنا عبدك لا أملك من دونك شيئا أنا بك ولا أملك إلا ما ملكتني ولا يملك مني ما منعت منه ، والكلمات الحاملة لا حول ولا قوة إلا بالله ، وشكر كل نعمة الحمد لله . يا عبد اشهد ما لا أشهد عليه إلا حبيبا أمينا ، لا عصمة من نفسه من لا حول بينه وبين غلبة الابتلاء عليه فاحفظها فهي ما حفظتها عصمتك ولا تبدها فهي ما أبديتها فتنتك . يا عبد تعرفي يصدر إلى المعرفة وفيها أضفتك إليك رؤيتي تصدرك إلي وفيها أضفتك إلي . يا عبد من رآني قر إلي ومن قر إلي قر في الوجد بي ومن لم يرني فلا قرار له أين يقر . يا عبد من لا قرار له لا معرفة له . يا عبد إذا رأيتني فأطاف بك ذكر الخروج خرجت وإذا رأيتني فأطاف بك ذكر المقام فخرجت . يا عبد إذا رجعت إلي في رؤيتي خرجت وإن أقبلت علي في رؤيتي خرجت وإن سألتني في رؤيتي فلا حجاب هو أبعد منك . يا عبد يذهب كل شيء ويستقر ذهاب من ذهب عني على الحسرة وترى مجعولي لا يزيله الطمع وترى الطمع في مجعولي وتراه لا ينفذ ولا يقصر . يا عبد من سكن في معرفتي على معرفة سواي أنكرني ولم أجره . يا عبد من سكن في معرفتي على معرفة تنكرت عليه معارفة فلم ترجع إليه إلا تحجبه ولم يستقر في حجبة إلا على خلاف . يا عبد أنا أظهرت كل شيء وجعلت الترتيب فيه حجابا عن معنويته وصيرت الحد عليه حجابا عن مرادي فيه . يا عبد سلني كل شيء لأني أملك كل شيء لا تسألني شيئا لأنني لم أرضك لشيء . يا عبد أنا جعلت في كل شيء سكنا للقلوب المحجوبة عني فإذا بدوت لقلب صرت موضع سكناه من كل شيء . يا عبد انظر إلى أخر كل شيء تذهب عن رؤيته ، ولا تنظر إلى أوليته يختدعك بمواقيت أجله . يا عبد حدك ما سكنت به ومبلغك ما أحببته . يا عبد استمع لنطق كل شيء يقول كن بالقيومية التي أقامت بي وإلا ترتبت عليك لمواضع حاجاتك إلي .
مخاطبة 13
صفحہ 161
يا عبد اجعلني صاحب سرك أكن صاحب علانيتك ، اجعلني صاحب وحدتك أكن صاحب جمعك ، اجعلني صاحب خلوتك أكن صاحب ملائك . يا عبد أنت كل عبد وليس كل عبد أنت وكم لي من عبد هو كل عبد أولئك هم المحمولون حملهم سبقي وأولئك هم الحاملون حملوا الحق بمعرفتي . يا عبد ويا كل عبد قف في موقف الوقوف وانظر إلى كل شيء واقفا بين يدي وانظر إلى واقف كيف له مقام لا يعدوه ، وانظر إلى السماء كيف تقف وكل سماء ، وانظر إلى الأرض كيف تقف وكل أرض ، وانظر إلى الماء كيف يقف وكل ماء ، وانظر إلى النار كيف تقف وكل نار ، وانظر إلى العلم كيف يقف وكل علم ، وانظر إلى المعرفة كيف تقف وكل معرفة ، وانظر إلى النور كيف يقف وكل نور ، وانظر إلى الظلمة كيف تقف وكل ظلمة ، وانظر إلى الحركة كيف تقف وكل حركة ، وانظر إلى السكون كيف يقف وكل سكون ، وانظر إلى الدنيا كيف تقف وأين تقف ، وانظر إلى الآخرة كيف تقف وأين تقف ، وانظر إلى داري كيف تقف وأين تقف ، وانظر إلى دار أعدائي كيف تقف وأين تقف ، وانظر إلى الذكر كيف يقف وأين يقف ، وانظر إلى الأسماء كيف تقف وأين تقف ، وانظر إلى قلبك أين وقف فهو من أهل ما وقف فيه ، إن لي قلوبا لا تقف في شيء ولا يقف فيها شيء هي بيتي وهي بيني وبين كل واقف من الملك والملكوت هي تليني وكل واقف يليها تلك التي لا تستطيعها العلوم ولا تقوم لأنوارها المعارف ولا تسمعها الأسماء . وقال لي قد أشهدتك هذا المقام فاشهده بعد كل وتر . وقال لي نم فيه فإن لم تستطع فنم عليه فإن لم تستطع فنم في جواره . وقال لي آخر استطاعتك المجاورة ، قد لا تستطيع أن تنام فيما أشهدتك فأغفر قد لا تستطيع أن تنام على ما أشهدتك فأغفر بلى تستطيع أن تنام في جوار ما أشهدتك فإن أبت نفسك فهو من نفسك فاصرخ إلي بين مجاورة ما أشهدتك وبين ما أعترض عليك نفسك فإن جاءك نصري فنم فيه فإن أوقفك في الصراخ فنم فيه وإيقافي لك في الصراخ من نصري لك . وقال لي لا تنم إلا فيما أشهدتك أو في مجاورة ما أشهدتك أو في الصراخ . وقال لي إن نمت في الصراخ نمت في المجاورة وإن نمت في المجاورة نمت في الإشهاد وإن نمت في الإشهاد فمستيقظ غير نائم وحي غير ميت . وقل لي سد باب قلبك الذي يدخل منه سواي لأن قلبك بيتي ، وقم رقيبا على السد وأقم فيه إلى أن تلتقي ، فبي أقسمت وبجلال ثنائي في كرم آلائي حلفت إن البيوت التي تبنى على السد بيوتي وإن أهلها أهلي وأعزتي . يا عبد انظر إلى صفتك التي فيها أظهرتك وبها ابتليتك تنظر إلى ما بيني وبينها خطاب ولا بيني وبينها أسباب فتعلم أنك مخاطبي لا هي وتعلم أنك مبتلائي بها لا هي هي البلاء وليس هي المبتلى . يا عبد إنما أظهرتك لعبادتي فإن كشفت عن سر ذلك فلمحادثتي فإن أقبلت عليك فلمجالستي ، ما أظهرتك لتدأب فيما سترك عني ولا بنيتك وصنعتك لتقبل وتدبر فيما فرقك عن محادثتي . يا عبد لا يعتذر فمخالفتي أعظم من العذر ، فإن تعتذر فانظر إلى بري الذي جاء بك تعتذر . مخاطبة 14 يا عبد إن لمتدر من أنت مني فما أنا منك ولا أنت مني ، أي عمل تعمله لي وأنت لا تدري من أنت مني وفي أي مقام تقوم بين يدي وأنت لا تدري من أنت مني . يا عبد استعذ بي من كل جهل إلا جهل بي . يا عبد لا تجالس من لا يعرفني إلا نذيرا ، فإن أناب بنذرك فبشيرا . يا عبد من لم يرني في الدنيا لا يراني في الآخرة . يا عبد رؤية الدنيا توطئة لرؤية الآخرة . يا عبد قل للمعارف لو تعرف إليك ما وسعك قلب ، ولو عرفته ما خرج منك قلب . يا عبد من رآني جاز النطق والصمت . يا عبد كن بي تر العلم حدين وتر النطق والصمت فيهما حدين وتر كل حدية محجوبة عني بحديتها وتر الحجاب ظاهره العلم وباطنه الجهل وتر العبيد في العلم وفيه بيوتهم وفيها قرارهم وتر العبيد الأعزة في الجهل فيه بيوتهم وبين يدي قرارهم . يا عبد حجاب لا يكشف وكشوف لا يحجب ، فالحجاب الذي لا يكشف هو العلم بي والكشوف الذي لا يحجب هو العلم بي . يا عبد إذا فصلك علمي عن المعلومات فكشوف ، وإذا أوجدك علمي بالمعلومات فحجاب . يا عبد أي صفح أجمل من صفح أمرك بترك الاعتذار . يا عبد لا تعتذر فتذكر ما منه تعتذر فيشوب الاعتذار ميل من الهم فإن جريت معه أصررت وإن جاهدته احتجبت . يا عبد لو كشفت لك عن علم الكون وكشفت لك في علم الكون عن حقائق الكون فأردتني بحقائق أنا كاشفها أردتني بالعدم فلا ما أردتني به أوصلك إلي ولا ما أردته لي أوفدك إلي . يا عبد لو أردتني باسمي ألحدت بي على حكم ما بيني وبينك فيما تعرفت به إليك .
مخاطبة 15
صفحہ 165
يا عبد ثبت لك الحرف ما أنت مني ولا أنا منك ، عارضك الحرف ما أنت مني ولا أنا منك . يا عبد جعت فأكلت ما أنت مني ولا أنا منك ، عطشت فشربت ما أنت مني ولا أنا منك . يا عبد لما أعطيت شكرت ما أنت مني ولا أنا منك . يا عبد رأيتني فنمت ما أنت مني ولا أنا منك . يا عبد ناجيتك فطلبت ما أنت مني ولا أنا منك ، أحضرتك فسألت ما أنت مني ولا أنا منك . يا عبد استبصرت لهدى الثواب ما أنت مني ولا أنا منك ، صمت لتدخل من الريان ما أنت مني ولا أنا منك . يا عبد ذكرتني لتحرس دنياك ما أنت مني ولا أنا منك . يا عبد فقهتك فتأولت ما أنت مني ولا أنا منك ، شكوت إلى سواي ما أنت مني ولا أنا منك ، لم ترض إذا رضيت ما أنت مني ولا أنا منك ، لم تغضب إذا غضبت ما أنت مني ولا أنا منك . يا عبد قل أعوذ بوحدانية وصفك من كل وصف ، وأعوذ برحمانية برك من كل عسف . يا عبد قل أعوذ بذاتك من كل ذات . يا عبد قل أعوذ بوجهك من كل وجه . يا عبد قل أعوذ بقربك من بعدك وأعوذ ببعدك من مقتك وأعوذ بالوجد بك من فقدك . يا عبد اجعل ذنبك تحت رجليك واجعل حسنتك تحت ذنبك . يا عبد من رآني عرفني وإلا فلا ، من عرفني صبر علي وإلا فلا . يا عبد من صبر عن سواي أبصر نعمتي وإلا فلا . يا عبد من أبصر نعمتي شكرني وإلا فلا . يا عبد من شكرني تعبد لي وإلا فلا . يا عبد من تعبد لي أخلص وإلا فلا ، من أخلص لي قبلته وإلا فلا ، من قبلته كلمته وإلا فلا . يا عبد من كلمته سمع مني وإلا فلا ، من سمع مني أجابني وإلا فلا ، من أجانبي أسرع إلي وإلا فلا ، من أسرع إلي جاورني وإلا فلا ، من جاورني أجرته وإلا فلا ، من أجرته نصرته وإلا فلا ، من نصرته أعززته وإلا فلا .
صفحہ 166
مخاطبة 16
يا عبد إنما أنت من أهل ما دمت فيه . يا عبد إن لم يخرجك العلم عن العلم ولم تدخل بالعلم إلا في العلم فأنت في حجاب من علم . يا عبد احتجب بعلم عن علم تحتجب بحجاب قريب ولا تحتجب بجهل عن علم بحجاب بعيد . | يا عبد ألق علمك وجهلك في البحر أتخذك عبدا وأكتبك أمينا . يا عبد اخرج من بين الحروف تنج من السحر . يا عبد احمل علمك في تعلمك فإذا علمته فألق ما معك . يا عبد لا تحمل العلم والمعرفة في طريقك إلي تعترضك الدنيا والآخرة فإن كان طريقك فيهما حبساك وإن لم يكن طريقك فيهما وصلت لا تسر . يا عبد قد تفقه المعرفة ولا تفقه ألفة المعرفة ، وقد تفقد المعرفة ولا تفقد الألفة المعرفة ، فإذا فقدت ألفة المعرفة فانطق بما شئت لا يضرك لأنك العالم الرباني والرباني لا يألف فتترتب عليه الألفة ولا يستوحش فيترتب عليه الأنس .
مخاطبة 17
صفحہ 167
يا عبد أنا أقرب من الحرف وإن نطق ، وأنا أبعد من الحرف وإن صمت . يا عبد أنا رب الحرف والمحروف فما لهما مني مجال ، وأنا مرقب الحرف والمحروف فما لهما عن جعلي مدار . يا عبد للحرف حكم أنا مودعه وللمحروف حكم أنا واضعه فلا تذهب بالحكم المودع عن الحاكم المودع فإليه يرجع ما أودع وبه ينفذ ما حكم . يا عبد لا تذهب بالحكم الموضوع عن الواضع فيه يجري ما وضع وإن شاء وقفه . يا عبد الحرف حرفي والعلم علمي وأنت عبدي لا عبد حرفي ولا عبد علمي ، فقف بين يدي لا بين يدي حرفي وقف بين يدي لا بين يدي علمي ، إن حرفي يقوم بين يدي كما تقوم وإن علمي يقوم بين يدي كما تقوم . يا عبد لا تقف في الجهة فتصرفك إلى الجهات ولا تقف في العلم فيصرفك إلى المعلومات ولا تخرج عن الوقفة فتنتهبك المكونات . يا عبد لي الأسماء أودعتها فبي ما أودعتها ، ولي الأوصاف ضمنتها فبي ضمنتها . يا عبد إن أخذك الاسم أسلمك إلى أسمك وإن أخذك وصف أسلمك إلى وصفك . يا عبد كل آخذ سواي يأخذك فإلى نفسك يسلمك فإذا أخذتك نفسك فإلى عدوك يسلمك . يا عبد قف بي فلا أسلمك إلا إلي ولا أعول بك إلا علي . يا عبد قف بي فإذا وقفت فنطقت فأنا الناطق وإذا حكمت فأنا الحاكم . يا عبد العلم والمعلوم في الاسم والحكم والمحكوم في العلم والحرف والمحروف في الحكم والظاهر والباطن في الحرف ولكل حكمة إتقان وإتقانها حصرها على ترتيب القيومية بها . يا عبد الاسم معدن العلم والعلم معدن كل شيء ، فمرجع كل شيء إلى العلم ومرجع العلم إلى الاسم ومرجع الاسم إلى المسمى ، فاستهلك الاسم العلم فكأين هو اسم لا علم فيه واستهلك العلم المعلوم فكأين هو علم لا معلوم واستهلك المسمى الاسم فكأين هو مسمى لا اسم فيه . يا عبد الحرف والمحروف دهليز إلى العلم والعلم دهليز إلى الاسم والاسم دهليز إلى المسمى . يا عبد لي في الاسم والعلم والحرف أبواب فاسلك تلك الأبواب لا أبواب علمك ولا أبواب اسمك ، إن الاسم حجابي وإن العلم حجابي وإن الحرف حجابي ، ومقامك إنما هو بين يدي فإذا دعوتك إلى الاسم فإلى الحجاب فخذ نوري معك لتمشي به في ظلمة ذلك الحجاب فكل حجاب ظلمة لأن النور لي وأنا النور ، أنا نور السموات والأرض فاستعذ بي من نوري واستعذ بنوري من حجابي ، وقم يا عبد لي في مصاف العبيد فقد أذنت لك .
مخاطبة 18
صفحہ 169
يا عبد أجبت كل من يدعوك لا تجيبني ولا تعرف كيف تجيبني . يا عبد من لا يعرف جوابي كيف يعرف خطابي ومن لا يعرف خطابي كيف يظفر بحسن ثوابي . يا عبد من لا يكون من أهل ثوابي كيف أنجيه غدا من عذابي . يا عبد من كان من أهل عقابي كيف ينكشف عن قلبه حجابي . يا عبد من لا ينكشف عن قلبه حجابي كيف تكون أسبابه من أسبابي فقد حقت عليه كلمة عذابي ، ومن حقت عليه كلمتي جاءه الكلام بتصاريف الكلام فجعلته نارا تتصرف فيه كما يتصرف في الكلام . يا عبد أنا عدة الموقنين وأنا قوة الأقوياء الصادقين . يا عبد كل مقال تعلق المعقول أو خيال ممثول فهو في ديوان العرض حسنه في الحسن وقبحه في القبيح . يا عبد التعلق بالمعنى هو إرادته وإرادته هو قصده . يا عبد علق بي مقالك يتعلق بي فعالك وعلق بي فعالك يدأب في عبادتي خيالك . يا عبد لك وعليك في ديوان العرض كثر ما لك وكثر ما عليك . يا عبد لا تأيس مني فتبرئ منك ذمتي . يا عبد كيف تأيس مني وفي قلبك متحدثي . يا عبد أنا كهف التائبين وإلى ملجأ الخاطئين . يا عبد أنا السند الذي لا يسلم وأنا السيد الذي لا يظلم . يا عبد إذا رأيتني فلا تركن إلى الأركان ، وإذا سمعتني فلا تسمع إلى البيان .
صفحہ 170
مخاطبة 19
صفحہ 171