قالوا فلما كان لون المرة السوداء الغبرة والكمودة وطبيعتها وطبيعة الأرض باردة يابسة ولون زحل الغبرة والكمودة علمنا أنه موافق لهما بطبيعة البرد واليبس وخاصيتهما وفعلهما وقالوا إنا لما رأينا لون المرة الصفراء شبيه بلون الحمرة والنار وطبيعتهما حارة يابسة ولون المريخ شبيه بلونها علمنا أنه موافق لهما بطبيعة الحرارة واليبس وبخاصيتهما وفعلهما
وأما الشمس فقالوا إن طبيعتها الحرارة واليبس وذلك لجهتين إحداهما لأن لونها يشبه لون الجمر المستحكم الاحتراق فنحكم على طبيعتها بالحرارة واليبس كما حكمنا على المريخ والثانية لأن الحرارة ظاهرة من فعلها لتسخينها للأجسام ونشفها للرطو بات التي فيها
وأما الزهرة فقالوا إنا لما رأينا لونها بين البياض وصفرة وكان هذا اللون مخالفا لألوان هذه الطبائع المركبة مزجنا لونها ونسبنا طبيعتها إلى ما يشاكل لونها عند الممازجة فأما للصفرة التي فيها ولشبه لونها بلون المرة الصفراء نسبناها إلى الحرارة وللبياض الذي فيها ولشبه لونها بلون البلغم نسبناها إلى الرطوبة ولما اعتدل فيها البياض والصفرة نسبنا طبيعتها إلى الحرارة والرطوبة المعتدلة وهذا موافق لطبيعة الدم والهواء ولخاصيتهما وفعلهما
وأما المشتري فقالوا إنا لما رأينا لونه شبيها بالبياض متغيرا إلى صفرة قليلة مزجنا كما مزجنا طبيعة الزهرة وقلنا إن طبيعة المشتري الرطوبة والحرارة المعتدلة وهذا موافق لطبيعة الدم والهواء ولخاصيتهما وفعلهما
وأما القمر فقالوا إنا لما رأينا لونه شبيها بالبياض ورأينا فيه كمودة قليلة نسبنا طبيعته للبياض الذي فيه إلى الرطوبة وللكمودة التي فيه إلى البرودة وقلنا إن طبيعة القمر الرطوبة والبرودة وهذا موافق لطبيعة البلغم والماء
صفحہ 364