وإذا تقرر هذا فنحن نعمل بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأمته أن يدعوا أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم بل تعلم أنه نهى عن هذه الأمور كلها وأن ذلك من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله قال تعالى
ﵟومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلونﵞ
وقال تعالى
ﵟفلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبينﵞ
وقال
ﵟولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضركﵞ
الآيات وهذا من معنى لا إله إلا الله فإن لا هذه النافية للجنس فنفى جميع الآلهة وإلا حرف استثناء يفيد حصر جميع العبادة على الله عز وجل والإله اسم صفة لكل معبود بحق أو باطل ثم غلب على المعبود بحق وهو الله تعالى وهو الذي يخلق ويرزق ويدبر الأمور والتأله التعبد قال الله تعالى
ﵟوإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيمﵞ
ثم ذكر الدليل فقال
ﵟإن في خلق السماوات والأرضﵞ
إلى قوله
ﵟومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداﵞ
الآية
وأما متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فواجب على أمته متابعته في الاعتقادات والأقوال والأفعال قال الله تعالى
ﵟقل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم اللهﵞ
الآية وقال صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد فتوزن اأقوال والأفعال بأقواله وأفعاله فما وافق منهها قبل وما خالف رد على فاعله كائنا من كان فإن شهادة أن محمدا رسول الله تتضمن تصديقه فيما أخبر به وطاعته ومتابعته في كل ما أمر به وقد روى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل ومن يأبى قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى
صفحہ 106