وروى البخاري عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال والله ما أعرف فيهم من أمر محمد إلا أنهم يصلون جميعا وذلك أنه أنكر أكثر أفعال أهل عصره وقال الزهري دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال ما أعرف فيهم شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت انتهى كلام الطرطوشي
فليتأمل اللبيب هذه الأحاديث وفي أي زمان قبلت وفي أي مكان وهل أنكرهها أحد من أهل العلم والفوائد فيها كثيرة ولكن مرادي منها ما وقع من اصحابة وقول الصادق المصدوق إنه مثل كلام الذين أختارهم الله على العالمين لنبيهم اجعل لنا إلها يا عجبا إذا جرى هذا من أولئك السادة كيف ينكر علينا أن رجلا من المتأخرين غلط في قوله يا أكرم الخلق كيف تعجبون من كلامي فيه وتظنونه خيرا وأعلم منهم ولكن هذه الأمور لا علم لكم بها وتظنون أن من وصف شركا أو كفرا أنه الكفر الأكبر المخرج عن الملة ولكن أين كلامك هذا من كتابك الذي أرسلت إلي قبل أن يغربلك الله بصاحب الشام وتذكر وتشهد أن هذا هو الحق وتعتذر أنك لا تقدر على الإنكار ومرادي أن أبين لك كلام الطرطوشي وما وقع في زمانه من الشرك بالشجر مع كونه في زمن القاضي أبي يعلي أتظن الزمان صلح بعده
صفحہ 71