وأما الحنفية فقال الشيخ قاسم في شرح درر البحار النذر الذي يقع من أكثر العوام وهو أن يأتي إلي قبر بعض الصلحاء قائلا يا سيدي فلان إن رد غائبي أو عوفي مريضي أو قضيت حاجتي فلك كذا وكذا باطل إجماعا لوجود منها أن النذر للمخلوق لا يجوز ومنها ظن أن الميت يتصرف في الأمر واعتقاد هذا كفر إلى أن قال إذا عرف هذا فما يؤخذ من الدراهم والشمع والزيت ونحوها وينقل إلى ضرائح الأولياء فحرام بإجماع المسلمين وقد ابتلى الناس بهذا لا سيما في مولد أحمد البدوي فتأمل قول صاحب النهر مع أنه بمصر ومقر العلماء كيف شاع بين أهل مصر مالا قدرة للعلماء على دفعه فتأمل قوله من أكثر العوام أتظن أن الزمان صلح بعده
أما المالكية فقال الطرطوشي في كتاب الحوادث والبدع روى البخاري عن أبي واقد الليثي قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون حولها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فقال الله أكبر هذا كما قال بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة لتركبن سننن من كان قبلكم فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة يقصدها الناس وينوطون بها الحرق فهي ذات أنواط فاقطعوها وقال صلى الله عليه وسلم بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس ومعنى هذا أن الله لما جاء بالإسلام فكان الرجل إذا أسلم في قبيلته غريبا مستخفيا بإسلامه قد جفاه العشيرة فهو بينهم ذليل خائف ثم يعود غريبا لكثرة الأهواء المضلة والمذاهب المختلفة حتى يبقى أهل الحق غرباء في اناس لقلتهم وخوفهم على أنفسهم
صفحہ 70