فأنت الآن أيها المسترشد، بعد أن عرفت هذه المعتقدات، لا يخلو حالك في اعتقاد الفرقة الضالة عن أربعة أقسام: إما أن تكون قاطعًا ببطلانه، أو ظانًا لبطلانه، أو ظانًا لصحته ظنًا غالبًا، ومجوزًا لبطلانه بطريق الإمكان البعيد، أو قاطعًا بصحته. وكيف ما كنت فعقلك يوجب عليك الاشتغال بالعلم والعمل، والإعراض عن ملاذ الدنيا، إن سلم عليك عقلك، وصحّت خبرتك. وذلك لا يخفى إن كنت قاطعًا ببطلانه. وإن كنت تظنّ بطلانه ظنًا غالبًا، تقاضاك عقلك التشمير في طلبه، كما يتقاضى العقل تجشم المصاعب في ركوب البحر، لطلب الربح، وفي تعلم العلم في أول الشباب، لطلب الرياسة عند من يطلبها، وفي نيل الوزارة أو باب من أبواب الكرامة بمقاساة مقدماتها. وعواقب تلك الأمور مظنونة، وليست مقطوعًا بها، بل إذا غلب على ظنّ الحريص على الدنيا أن الكيمياء له
1 / 187