وربما يقصد بالإستدارك الإعتراض والقدح ولا يتعدان المصنف أراد هذا المعنى؛ لأنه قد سبق في كلامه ما يقوم مقام المعنى الأول وتمسكا بهديهم القويم أي بسيرتهم المستقيمة؛ لأن الهدى السيرة يقال: هدى هدي فلان أي سار سيرته لا اعتراضا في سبيلهم المستقيم. السبيل الطريق يذكر ويؤنث وتكبيرا لسوادهم لا من قلة السواد هنا الجماعة سميت بذلك لأنها تسود البقعة التي هم فيها بمعنى أنه لا يرى ظاهرها وقرارها ونصر لمذهبهم لا يعد ذلة أراد أن التكبير والنصرة المقصودين لا يستلزمان تقدم قبلة وذلة فإن انضمام الواحد إلى الكبير زيادة بكثير ومناصر من هو ماهثر ومعاضدته بعد نصره، فمثل ذلك عذري أيها الصاحب أي فذلك عذري في التصدي لتصنيف هذا الكتاب واستعمال لفظ المثل كناية كقولهم مثلك لا ينحل وغيرك لا يجود، وإنما كان تعاطي التصنيف والقصد إلى التأليف يقتصر إلى أن يؤتى فيه تعذر لجريان العادة بذلك، فما من مصنف إلا وهو يعتذر في تصنيفه بعذر ما بلسان مقاله أو بلسان حاله، فمنهم من يعتذر بأنه سئل وألح عليه، ومنهم من يعتذر بأن السلطان الفلاني ألزمه ذلك وأمره به ومنهم من يعتذر بأنه أراد أن يتحف به حضرة سلطانه وغير ذلك من الأعذار، وأكثرها مما ........ ويستنقل، وأما عذر المصنف فعذر حسن، وهكذا ينبغي أن يكون المعرض في التصنيف والداعي إليه وهو القصد لوجه الله ونيل ثوابه ومناصرة علماء الهدى والتمسك بحبلهم والإقتداء، وربما أن المحوج إلى الإعتذار في الحقيقة ما في التصنيف من الخطار والتعرض للخطأ والنقادة والإستهداف للرشق باسهام الملام في حاوي العادة.
وللداس فيما يعشقون مذاهب. هذا عجز ثبت صدره ومن مذهبي حب الديار لأهلها. ومثله :
صفحہ 35