وقيل: الديوان اسم لما اعتقد به في القلب من الدين وتحقيق الأمر والتحقيق الأحكام في معرفة الحق اعتمدوا فيه على الحق الواضح أي صيروا الحق وهو نقيض الباطل كالعماد الذي ينصب لشيء يعتمد عليه وسلكوا منهاج السلف الصالح المنهاج الطريق وسلوكه النفوذ فيه وسلف الرجل آباؤه المتقدمون، والمراد المتقدون من صالحي الأمة وهم الصحابة والتابعون بإحسان بهم حرس الله معالم الحق. المعالم جمع معلم على وزن مفعل بفتح ميمه وعينه وهو الأثر الذي يستدل به على الطريق، فالمراد آثار الحق الدالة عليه وجعلهم في أرضه حجة على الخلق؛ لأن العلماء ورثة الأنبياء فيرثون عنهم كونهم حجة لله على خلقه أو لكونهم شهداء على الناس فشهادتهم حجة لله على خلقه ليس تحول الشبهات بينهم وبين الصواب، اسم ليس ضمير الشأن فسر بالجملة بعده والشهاب بمضم الباء وفتحها جمع شبهة وهي ما يلتبس بالدليل وليس بدليل والمعنى أن هذا حاله لا يمنعهم عن الحق واعقاده واتباعه، ولا يخدعون بلوامع السرا. السرا ما يلوح في الفلاة وقت الظهيرة سرب على وجه الأرض كانه ماء يجري فيخدع به بعض الناس بظنه ماء فيقصد إليه، قال الله: {أو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء} وهذا في معنى الكلام المتقدم؛ لأن المعنى أنهم لا يتخدعون بالشبهة استعار السراب للشبهة بظنها من لا تحقيق له حقا ورشح الإستعارة بذكر اللمعان، يقال: لمع الشيء إذا أضاء وهو هنا من خواص المشبه به فهم أقطاب الدين وعلهيم يدور لولبه. الأقطاب جمع قطب، وهو قطب الرحا المعروف تسميته به، ما كان مدارا لأمر وقاعدة له، والولب يقال للماء الكبير الذي يستدير عند خروجه من الثقب الذي لا يتسع له ويضيق به ويصير كأنه بلبل آنية (وإليهم ينتمي الحق وفي سيماهم يطلع كوكبه) ينتمي أي ينتسب، والكوكب النجم خيل أن لهم سما وأن للحق كوكبا، فطلوعه لا غيره في سمائهم لا في سما غيرهم أولئك آل المصطفى وشيوخ الأعتزال. الآل لغة الأتباع كقوله: {ادخلوا آل فرعون أشد العذاب} وأما في العرف فقال نشوان: لا فرق، وله في ذلك شعر وهو:
آل النبي هم أتباع ملته ... من الأعاجم والسودان والعرب
لو لم يكن آله إلا أقاربه ... صلى المصلي على الطاغي أبي لهب
وقيل: زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقالت الزيدية وموافقوهم من المعتزلة كأبي عبد الله والقاضي: أنهم علي وفاطمة وذريتهما لخبر الكساء وغيره، ودخول ذريتهما لورود أن أهل البيت لا ينقطعون إلى يوم القيامة، نحو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: <إني تارك فيكم الثقلين..> الحديث. وعن الإمام يحيى أن الآل هم بنو هاشم.
صفحہ 32