[ص37] قال: استعمل لفظ "جيران، ولم يقل لفظ أحباب، والوزن يساعده، فرارا من اللفظ المبتذل، لأن الأحباب لفظ مبتذل، لا يستعمله إلا ضعفة الشعراء. والقوي العارضة منهم، يجتنب الألفاظ المبتذلة، ويتحامى ما يكثر ترداده على ألسنة العامة من الألفاظ"(¬1)[79].
ويهتم الأليوري، مثل الإفراني، بالجانب النفسي، يحاول إبرازه من خلال تعابير الشاعر(¬2)[80]، كما يهتم بالقيمة الموسيقية للكلمة أو التركيب، وفي هذا يرى أن "ذي سلم" في البيت اختيرت للمحافظة على الترصيع الذي يزيد به النظم حسنا، زيادة على ما فيها من كناية(¬3)[81].
وهذان المصدران، أي كتاب الكشاف وشرح البردة للأليوري، وربما غيرهما، ساعدا الإفراني على الإفلات من سيطرة التيار البديعي في عصره، وأقاما توازنا بين المعاني والبديع في كتابه، بل إن أصالة الإفراني في هذا الشرح ظاهرة في جانب المعاني أكثر منها في البديع، بينما كان عمله في البيان يسيرا ومكملا للمعنى والمعاني كما سبق.
واعتمد الإفراني فيما أورده من تعريفات علم البديع وشواهده على مصدرين أساسين، هما خزانة الأدب لابن حجة، وهو شرح لبديعية من نظم المؤلف. وأنوار التجلي لعبيد الثعالبي، وهو شرح لبديعية صفي الدين الحلي. وضعهما الإفراني على رأس مصادره في البديع فقال في الأول: "بديعية ابن حجة وشرحها له، وما رأيت مثل شرحها في الأدب"، وقال في الثاني: "بديعية الصفي الحلي، وشرحها للثعالبي في مجلدة، وهو شرح حفيل".
صفحہ 41