أهل عصرهم، فإذا كان غير معظم عندهم ثبت أن قوله ﴿يا أيها الساحر﴾ عند هؤلاء.
فإن قيل: فهذا على غير هذه الجهة، وهو على الحقيقة كقوله ﴿فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون﴾. فالذين قالوا ﴿يا أيها الساحر﴾ مؤمنون.
قيل: يكونون مؤمنين بدلالة إخبار الله بذلك، وإنما قال ﴿إذا هم ينكثون﴾ وعنى به من لم يؤمن من هؤلاء السحرة وغيرهم دون من آمن؛ لأن هؤلاء سألوا أن يدعو الله لهم، وأخبروا أنهم مهتدون.
ونظير هذا أيضًا قوله ﴿ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرًا﴾ أي: خيرًا عندهم؛ لأن ذلك لو نالوه من المسلمين لم يكن ذلك خيرًا في الحقيقة.
ونظيره أيضًا قولهم ﴿يا أبانا إن ابنك سرق﴾ في من فتح الأول وخفف، أي: سرق فيما نظن وفيما ظهر لنا.
ومثله أيضًا قول عالم موسى ﴿قال إنك لن تستطيع معي صبرًا﴾ أي: في غالب ظني، وفي رأيي، وعندي، ونحو ذلك؛ ألا ترى إلى موسى ﵇ ﴿قال ستجدني إن شاء الله صابرًا﴾ أي: في غالب ظني، فلولا أن ذلك على ما قلنا لكان موسى قد أكذبه، وتكذيبه لا يجوز، لأن هذا العبد الصالح نبي لإخباره بالغيب.
1 / 81