والآخر: أن يكون بمعنى "انبته". فإذا كان الأمر على ما وصفنا لزم أن يكون "قل" تكريرًا؛ ليقع الاستفهام الذي بعدها في موضع المفعول الثاني.
ويقارب ذلك في التوكيد والاعتراض بين المفعول الأول والثاني قوله ﴿قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض﴾ ح لأن المفعول الأول لما تعدى إليه "أرأيتم" لازم أن يتعدى إلى الثاني الذي هو الاستفهام، فصار "أروني" تأكيدا" لما دل عليه "أرأيتم"؛ ألا ترى أن "أرأيتم" بمنزلة "أخبروني" [و"أخبروني"] و"أعلموني" متقاربان. وإنما وقع الاستفهام في خبرها لأنه بقوله "أرأيتك" مستفهم، إنما يريد: أرأيت زيدًا ما حمل زيدًا، فكرره مرتين للتأكيد.
ومن ذلك قوله ﷿ ﴿قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدًا إلى يوم القيامة من إله غير الله﴾. ومثله قوله ﴿قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل﴾. فأما قوله ﴿أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهدٌ من بني إسرائيل على مثله﴾ فقد حذف الاستفهام الذي يقع في موضع المفعول الثاني، وكأن التقدير: أتأمنون عقوبة الله؟ أو: لا تخشون انتقامه؟
وأما ما جاء "أرأيت" فيه بمعنى "انتبه" و"انتبهوا" كما أن ﴿ألم تر﴾ كذلك، فقوله ﴿أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت﴾ كأن
1 / 77