الاسم الواقع بعدها إياها في المعنى. وفي كون الاسم الواقع بعدها غيرها دلالة على أنها ليست المفعول الأول، فغذا لم تكن المفعول الأول لم يكن لها موضع من الإعراب، كما ليس لكاف "ذلك" و"هنالك" و"رويدك" في من جعله اسمًا للعفل موضع من الإعراب. ومثل هذه الكاف تاء "أنت".
فأما الاسم المنصوب بعد "أرأيتك" فالمفعول الأول، وما بعده من الاستفهام في موضع المفعول الثاني، وموضعه نصب بذلك.
فأما قوله ﷿ ﴿أرأيت الذي ينهى. عبدًا إذا صلى. أرأيت إن كان على الهدى. أو أمر بالتقوى. أرأيت إن كذب وتولى. ألم يعلم بأن الله يرى﴾ فـ"أرأيت" الثانية بدل من الأولى، والاستفهام في موضع المفعول الثاني للفعل الأول. ويجوز أن يكون المفعول الثاني محذوفًا من الأول لدلالة قوله ﴿ألم يعلم بأن الله يلى﴾ على ذلك، كأنه "ناج" أو "غير مأخوذ بفعله" أو ما أشبه ذلك. وقد يجوز أن يكون كرر توكيدًا، كما كرر "قل" توكيدًا في قوله ﷿ ﴿قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالًا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون﴾. فـ"قل" ههنا توكيد؛ لأن "أرأيتك" و"أرأيت" تعمل على ضربين:
أحدهما: أن يكون بمعنى "أخبرني". وإذا كان كذلك فلا بد من أن يتعدى إلى مفعول ينتصب به، ويوقع الاستفهام في أكثر الأمر في موضع المفعول الثاني.
1 / 76