في الاسم المتقدم على الاستفهام الرفع إذا كان معناه بعد الاستفهام كمعناه قبله، والرفع قول يونس. ومن قال: "علمت زيدٌ أبو من هو" فرفع وعلق "علمت" و"رأيت" عنه لما ذكرت لك، قال: "أرأيتك زيدًا ما صنع" فنصب زيدًا ولم يرفعه بعد "أرأيتك" كما رفعه بعد هذه الأفعال الأخر، وذلك أن "أرأيتك" قد صار كقوله "أخبرني"، فكما أنك لا تعلق "أخبرني" وما أشبهه من الأفعال التي لا تلغى، كذلك لا تعلق "أرأيتك" في قولك: "أرأيتك زيدًا ما فعل"، ولا تقتصر فيه على مفعول واحد، كما يفعل ذلك في "أخبرني" لأنه في الأصل متعد إلى مفعولين، ولأن المعنى: أخبرني عن كذا.
والتاء في "أرأيتك" على لفظ التذكير والإفراد، كان الفاعل مفردًا أو مثنى أو مجموعًا، أو مؤنثًا، استغنى بما لحق من علامة الخطاب على هذه الوجوه على تثنية الضمير وجمعه وتأنيثه، فمن ثم جاء ﴿قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتةً أو جهرةً﴾.
ومثل ذلك قولهم "هاك" و"هاكما"، ولو لم يلحق الكاف غيرت، كما قال ﴿هاؤم اقرؤوا﴾: فجمع لما لم يلحق الكاف.
فأما الكاف فلا موضع لها من الإعراب، وإنما هي علامة للخطاب؛ الا ترى أنه لو كان لها موضع لكان نصبًا، ولوجب أن يكون
1 / 75