ودورهم وجيرانهم مع قناعتك منهم بما فضل عنهم من كسرة خبز شعير وعظمة يابسة، وقد أضاعوا حقوقك ونفوا خدمتك وأقاموا حدودك حتى لو مددت فمك إلى زادهم شجوا رأسك بالحجارة والعصا ولو ولغت في أنائهم ما قنعوا في طهارته بغسله مرة أو مرتين بل غسلوه سبع مرات وكمنوه بالتراب، وأنا أرجو أن تكون سلطان وحوش هذه الأماكن والقفار بحيث يكونون كلهم تحت حكمك وترتفع من الحضيض إلى الأوج ومن هوان العبودية إلى عز الحاكمية وأنا أساعدك على ذلك فإن لك علي فضلًا وعلى أمثالي بل وعلى أعظم منهم وهذا لا ينكره أحد ونحن معك على مدى الزمان كما قيل:
بقاؤك فينا نعمة الله عندنا ... فنحن بأوفى شكره نستديمها
قال الزكي: إن جميع ما قلته صادر عن محل الصدق وخلوص الطوية ونحن بيننا مودة من قديم الزمان تكاد تصل إلى حد القرابة ولم تزل المحبة بين آبائنا وآبائكم وأجدادنا وأجدادكم وقد قيل الحب يتوارث والبغض يتوارث. أما هذا الأمر الذي خطر ببالك
1 / 86