أصبح الصباح وأضاء بنوره ولاح فخرج خائفًا يترقب ويطلب له أنيسًا يأوي إليه فجعل يرعى وهو خائف إذ سمع نباح كلب فقصده فلما رآه وسلم عليه سلام مشتاق ثم قال له: أيها الرفيق الصالح أعلم أن المقادير قد جمعتنا على غير ميعاد وكل غريب للغريب يألف وأنت متفضل على كثير ممن لبس الثياب وركب الفرس وقام وحرس وأنت صالح للصداقة والأخوة والوفاقة وإن كانت الجنسية مختلفة لكن القلوب بحمد الله مؤتلفة وبيننا منك مواثيق ولك علينا منن لحفظك لنا ولراعينا والوثوب على من يقصدنا بسوء وحراستنا في الليالي إلى الصباح فأخبرني ما اسمك وما شأنك ومن أين مجيئك؟
فقال الكلب: أما اسمي فزكي وأما شأني فإني كنت أعرى ماشية فأضللناها وأنا أطلبها ومجيئي من بيت صاحبي لأجلها. قال المحتال أنا من حيث رأيت طلعتك رغبت فيك ورأيت أنوار الذكاء تلوح عليك وتفيض حتى نزلت على الأرض وطلبك لصاحبك يدل حسن وفائك وحفظ عهود صاحبك وكمال مروتك وأرجو من الله تعالى أن يعطفك علي لترغب في صحبتي وصداقتي فإني شممت فيك الخير وسررت بملاقاتك وسترى من صحبتي ومودتي وخدمتي ما يسرك ويشبعك ويؤيد رغبتك في موافقتي وتمحو محبة الآدميين من لوح ضميرك، فإنك أذهبت عمرك في خدمتهم والقيام بحقوقهم وحفظ مواثيقهم وأموالهم
1 / 85