آراؤنا، فوافقه الدب على ذلك وعاهده وصفا باطنه وصدق في مودته وألقى زمام تدبير الأمور إليه وعول في هذه المهمة عليه وذلك بعد الإيمان الأكيدة والعهود الوثيقة الشديدة أنه أزال ما في باطنه من الكدورات أصلًا ولم يبق لها في قلبه مكانًا ولا محلًا.
فتوجه مبارك الميلاد إلى منزل العادل وذكر له ما جرى بينه وبين الدب وأخبره أن المكارم لا تكون إلا من الكرام وأن انتهاز الفرصة في وقت الذلة سيما اللئام وأن السعي لإزالة الحقد محموده والمشي في طلب صفاء ذات البين موارده عند الكرام موروده. وأنت أيها العادل من أهل الصلاح وسيمتك الخير والنجاح وأعلم أن لو كانت هذه الزلة في شيمتك صدرت منه لسعيت له لأجل التجاوز عنه وإن كان الرئيس متصفًا بصفتك إلا أنه بوجودك معنا لا يخرج عن مشيمتك. فلما سمع منه العادل هذا الكلام اعتدل واستقام ووثب معه وقام وتوجها إلى الرئيس واعتذر له من جهة الوزير وقال له: إن كنت ممن يحب المشاغبة والمتاركة والجزاء على أمثال هذه المشاركة فهذا غير الجبلة والفطرة لأن الوزير ما قام بما قال إلا موافقة مراد مولانا خوف أن يستغشه في الصحة وبعد التبين يتكلم بالمحبة على أن الوزير صرح بأن هذا ما صدر منه إلا في معرض السهو والخطأ وما عني الأذى والإختطا.
1 / 75