أقر بالذنب ثم اطلب تجاوزه ... فإن جحود الذنب ذنبان
ومع هذا فهو واقف موقف الندم يرجو عفو مولانا فيما زلت منه فيه القدم وما زال يتعاطى أسباب الموجبة للصفاء والمودة وتأكيد المحبة والصحبة حتى انعقدت بينهما كما ينبغي وتأكدت كما يجب.
ثم توجه العادل ومبارك الميلاد وصحبته الوزير إلى حضرة املك ووقفوا في مقام الخدمة والشفاعة في الرئيس إلى أن عطفت عليه جوانحه ووقع كلامهم منه في محل القبول فأمر بإحضاره فحضر مكبلًا في حديده مغبرًا في صعيده ووقفوا به في مقام الخدمة والخجل والإفتقار فقال الملك: أما سمعت يا رئيس قول القائل إياك وما يعتذر منه وقالت الحكما: إذا كان أحد في خدمة الملك فينبغي أن لا يفوه بكلمة حتى يشيرها أولًا بميشار الفكر ويقيسها بمقياس العقل ويزنها بميزان الحكمة ويعايرها بمعيار التدبير ثم يعبر عنها بأرشق عبارة وألطف خطاب ولا يتكلم بكلمة تورثه الندامة وتعقبه الملامة كما جرى لرأي ملك الهند مع محذومه فقال الحاضرون: أخبرنا يا ملك الزمان عن كيفية هذه الحكاية.
1 / 76