[التصديق والتصور]
نعم! العلم ينقسم إلى قسمين: علم تصديقي، وعلم تصوري، والذي كلف الله تعالى به عباده هو: الإيمان به، والإيمان به هو التصديق به.
أما التفكر في الله تعالى وتصوره فلا يجوز ذلك، وذلك لأن عقول البشر، وإن اجتهدت في التفكير لا تستطيع أن تتصور إلا المخلوقات، بل إنها لا تستطيع أن تتصور من المخلوقات إلا ما قد عرفته، وإليك بعض الأمثلة:
لو أن رجلا لم يطعم الحالي ولم يذقه، فإنه لا يستطيع أن يتصور الحلاوة، وإن بالغت في شرحها له وتوضيحها، وكذلك الأعمى الذي ولد أعمى لا يستطيع أن يتصور الألوان ولا النور والظلام، وكذلك أنت أيها البصير لا تستطيع أن تتصور لونا غير ما عرفته من الألوان.
وبناءا على هذا فإن الفكر إذا ذهب يتصور الخالق جل وعلا فإنه
بلا شك ولا ريب سيشبهه بالمخلوقات التي ألفها وعرفها، ولا يستطيع أن يتجاوزها بتفكيره، فلأجل هذا يحرم على العاقل أن يفكر في الخالق أو يتصوره، ويؤيد هذا الدليل العقلي الذي ذكرنا.
[أدلة الكتاب والسنة]
أما الكتاب فقوله تعالى: }ولا يحيطون به علما{ [طه/110]، ومن السنة قوله صلى الله عليه وآله وسلم ((تفكروا في المخلوق، ولا تتفكروا في الخالق))، وقول الوصي عليه السلام : (التوحيد أن لا تتوهمه).
صفحہ 8