[وفاق وخلاف]
اتفق المسلمون جميعهم أهل السنة جميعا، والشيعة جميعا على:
أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وأنه لا يشبه المخلوقات، وأنها لا تشبهه.
ثم قال بعضهم: إن له وجها ويدين وجنبا وقدمين وأصابع، وأنه يضحك ويفرح ويغضب، ويقوم ويقعد، ويمشي ويهرول، ويطلع وينزل، فأثبتوا لله تعالى كل ذلك وشبهوه بمقولتهم هذه، ثم حاولوا الهروب من التشبيه الذي وقعوا فيه، فقالوا: إن له وجها يليق بجلاله، ويدين تليقان بجلاله، وعينين تليقان بجلاله و..إلخ.
وتارة يقولون: إن له وجها بلا كيف و..إلخ.
وينزل بلا كيف، ويطلع بلا كيف، ويقعد بلا كيف، ويمشي بلا كيف، ويهرول بلا كيف، و.. إلخ.
وكل ذلك لا يخرجهم من دائرة المشبهين، فقولهم: إن له تعالى وجها يليق بجلاله، ويدين تليقان بجلاله مما يؤكد التشبيه، ويحقق التجسيم، فإن الحيوانات كذلك، فللجمل يدان تليقان به، وللإنسان يدان تليقان به، وللذرة يدان تليقان بها و...الخ، فلا تليق يدا الإنسان للجمل ولا للحمار ولا للذرة والنملة، ولا يدا بعض الحيوانات للبعض الآخر، وقولهم له وجه بلا كيف و...إلخ، ويرى يوم القيامة بلا كيف، ويجلس على العرش بلا كيف، ويمشي وينزل ويصعد ويهرول ويضحك ويتكلم بلا كيف، قولهم هذا لا يمكن العقل أن يصدق به لاستحالته.
وتوضيح ذلك: أن اليد إذا كانت موجودة وحقيقة كما يقولون فلا بد أن تتصف بصفة وكيفية، فلا بد أن تكون طويلة أو قصيرة أو بين ذلك، أو صغيرة أو كبيرة، أو متحركة أو ساكنة، أو رطبة أو قاسية و...إلخ، ولا يمكن نفي تلك الكيفيات عنها.
صفحہ 9