129

منشور ہدایہ

اصناف

الآخذون (1) عنه والشاربون منه ينقلونه ويجعلونه بالمحل الأعلى والمقام الأجلى (2) هو اعندهم مفتاح باب الوصول، ونهاية بلوغ المأمول، وهل هو إلا فضول من رجل جهول طرود مخذول، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

اولقد انتدب له أهل بلد العناب، فصاروا كلهم من تلامذته أو جلهم، وخصوصا اوساءهم، حتى كادوا أن يقطعوا بعصمته، ولا أحد صاعد على مرتبه ومنصته، فادخل خطيب جامعها(3) وفقيه (4) بلدها في حضرته فضلا عمن سواهم . وكان يقول: ارست عتقتين(5) ببلد العناب / عبد الكافي ومحمد ساسي، أولهما هو الذي عنيت 180 االخطيب، والثاني هو الذي عنيت بالفقيه. وشاعت بدعته وظهرت في أفقه وتوارثوها كابرا عن كابر، ولقنها ذكور الأكابر النساء والأصاغر.

اعكف على أتباعه أجلاف البوادي، وامتلأ بأكاذيبهم حافتا الوادي، وأكثر من اماثره التي هي في طي الخرافات الحاضر والبادي، وكثر اهتمامي به، وخفت على المسلمين الهلاك ببدعته، وبقيت مدة متحير البال، ذا شغب على عامة الأمة من استمالته إياهم إلى مهاوي الضلال، حتى أريت في النوم عاقبة أمره، فرأيت كأن قمرا في تمامه في أفق السماء إلا أنه ليس خالص الضياء لا نور فيه يستضاء به ، وهو في اارته كليلة تمامه مشوبا حمرة وسوادا وخضرة فالقذر والدارة دارة البدر ليلة التمام ووالصفة في ضوئه مخالفة له إذ لا نور له ولا ضياء سوى ما ذكرناه من تخليط وسطه بما اذكرناه من آثار طرق الحمرة والسواد والخضرة، فبينما أنا وغيري أتراءى(6) له وهو ااعد في كبد السماء إلى أن سقط وتلاشى، فأنطقني الله أن قلت للجمع : قد ذهب عدو الله وسقطت بدعته (1)، أو كلاما هذا معناه، نسيت لفطه الآن.

(1) في الأصل (الآخذين... والشاربين).

(2) في الأصل (الأجلا).

(3) جامع عنابة الذي يعنيه المؤلف هو المعروف بجامع سيدي بو مروان، والخطيب الذي يعنيه هو الشيخ اعد الكافي أنظر ما ياتي.

(4) سيذكر المؤلف أن هذا (الفقيه) هو محمد ساسي البوني (6) كذا (عتقتين) ولعل المقصود (عذقتين) أي نخلتين.

() في الأصل (اتراء1) أي ارنو 7) كثيرا ما فسر المؤلف اراء في الناس وحتى في نفسه عن طريق المتامات التي هي في ذاتها عنصر ساسي من عناصر التصوف عندئذ

نامعلوم صفحہ