719 والهمت / أنه طراد المذكور، وأعلمت الجمع به، فانتبهت وبي من السرور قرب حسم مادة البدعة وقمع جانبها، وأخبرت بعض أصحابنا ممن له فينا حب لله أن اهلاك هذا الرجل عن قريب، فما كان إلا مدة حتى أهلكه الله، وخلف ولده بعده، اولى رئاسته لكن لم يأت مثل أبيه ولا هو في المنزلة التي كانت له بين أولئك القوم(1) .
وواعتقاد الناس في ولده التلصص ومشيخة الرئاسة أكثر، وال أمره إلى أن يخدم الأمراء ووعطيهم الجباية والخراج على الإعانة على الفريق الآخر الذي هو عدو له ولأبيه قبله ومن ظهرت جاله بهذه المثابة بعدت(2) إذايته ومضرته لقلوب العباد، ولم يبق له الا الضرر الظاهر، والله متولي السرائر 5- [أبو عبد الله محمد ساسي، رحمه الله امين] حمد ساسي البوني وحمام أهل الصفا: وأما تلميذه آبو عبد الله محمد ساسي(3)، تصدى لااقراء بجامع جمعته، ابلد بونة، وهو الشيخ الصالح سيدي بومروان(4)، وصار عندهم رئيس الباطن والظاهر ووممن يظن فيه أهل بلده وأجلاف باديتهم وناحية شيخه(5) المذكور، أنه وارث شيخه اوخليفته . وصار يحمل الأركاب معه إلى زيارة قبر شيخه، وأبو محمد عبد الكافي(2) اعين له ومؤازر، وكأنه بين يديه ميت بين يدي الغاسل.
1142 وترامى به الحال / أعني أبا عبد الله محمد ساسي، إلى أن ادعى مقام الأكابر (1) لعله يقصد عالمى عنابة اللذين أشار إليهما ) يريد المؤلف أن يقول: ما دام هذا الرجل قد ظهر عليه الاتصال بالأمراء والاستعانة بهم فقد انكشف حال ه الناس فلم يعودوا يعتقدون فيه العقائد العمياء فتنتفي إذايته عن قلوبهم . واسم ولد الشيخ طراد هر أحمد روق. انظر عنه (المؤنس) ، ص 122.
) تناولنا حياة وعلاقات الشيخ محمد ساسي البوني وأسرته في كتبنا (تجارب في الأدب والرحلة)، 1984.
(تاريخ الجزائر الثقافي) الجزء الثاني ، الطبعة الثانية، ص 69-68.
1) هو أبو عبد الملك مروان بن علي البوني . من مؤلفاته شرح على الموطأ لمالك بن أنس . توفي بيونة (عنابة)، سنة 439 - من إفادة الشيخ التليلي (5) يعني به الشيخ طراد () هو الذي أشار إليه المؤلف من قبل بأنه كان خطيب الجامع المذكور . أما محمد ساسي فقد وصفه هناك 663 بالفقيه.
نامعلوم صفحہ