باب ذكر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله فصل: في البشائر بنبوته منها بشائر موسى في السفر الأول، وبشائر إبراهيم في السفر الثاني الثاني وفي السفر الخامس عشر، وفي الثالث والخمسين من مزامير داود، ومنها بشائر عويبنا (1) وحيقوق وحزقيل ودانيال وشيعا. وقال داود في زبوره: اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة، وقال عيسى في الإنجيل: ان البر ذاهب والبار قليطا جاء من بعده و هو يخفف الآصار ويفسر كلم كل شئ ويشهد لي كما شهدت له انا جئتكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل.
وكان كعب بن لوى بن غالب يجتمع إليه الناس في كل جمعة وكانوا يسمونها عروبة فسماه كعب يوم الجمعة وكان يخطب فيه الناس ويذكر فيه خبر النبي آخر خطبته كلما خطب، وبين موته والفيل خمسمائة وعشرون سنة فقال: أم والله لو كنت فيها ذا سمع وبصر ويد ورجل لتنصبت فيها تنصب الجمل ولأرقلت فيها ارقال (2) الفحل، ثم قال:
يا ليتني شاهد فحواي دعوته * حين العشيرة تبغي الحق خذلانا محمد بن إسحاق: ان زيد بن عمرو بن نفيل ضرب في الأرض يطلب الدين الحنيف فقال له راهب بالشام: انك لتسأل عن دين ذهب من كان يعرفه ولكنك قد أظلك خروج نبي يأتي ملة إبراهيم الحنيفية وهذا زمانه، فخرج سريعا حتى إذا كان بأرض لخم عهدوا عليه فقتلوه، وقال النبي صلى الله عليه وآله: زيد بن عمرو يبعث أمة وحده. ورثاه ورقة بن نوفل:
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما * تجنبت تنورا من الله حاميا بدينك ربا ليس رب كمثله * وتركك أوثان الطواغي كما هيا وقد تدرك الانسان رحمة ربه * ولو كان تحت الأرض ستين واديا " مناقب ج 1، م 2 "
صفحہ 16