مناقب آل ابی طالب
مناقب آل أبي طالب
الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين وصلى الله على سيدنا نبيه محمد خاتم النبيين وعلى أخيه ووصيه وبعل ابنته أمير المؤمنين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
قال محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني لما رأيت كفر العداة والشراة بأمير المؤمنين ع ووجدت الشيعة والسنة في إمامته مختلفين وأكثر الناس عن ولاء أهل البيت ناكصين وعن ذكرهم هاربين وفي علومهم طاعنين ولمحبتهم كارهين انتبهت من نومة الغافلين وصار لي ذلك لطفا إلى كشف الأحوال والنظر في اختلاف الأقوال فإذا هو مما روته العامة من أحاديث مختلفة وأخبار مضطربة عن الناكثين والقاسطين والمارقين والخاذلين والواقفين والضعفاء والمجروحين والخوارج والشاكين
وما آفة الأخبار إلا رواتها
فإذا هم مجتمعون على إطفاء نور الله تعالى ألا ترى أن أزكاهم قد ألقى حديث الخاتم وقصة الغدير وخبر الطير وآية التطهير وأن أنصفهم قد كتم حديث الكهف والإجابة والتحف والارتقاء وأن خيرهم قد طعن في حديث أنا مدينة العلم وحديث اللوح وأن أشهرهم قد توقف عن حديث الوصية وتأويل يوفون بالنذر ونعم المطية فقلت إن هذا لشيء عجاب أفبهذا الحديث أنتم مدهنون فما ذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون .
صفحہ 2
ووجدت جماعة يؤولون الأخبار المجمع عليها نحو إنما وليكم الله ورسوله و# أنت مني بمنزلة هارون من موسى
و# إني تارك فيكم الثقلين
و جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا و ما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم وجماعة جعلوا مقابل كل حق باطلا وبإزاء كل مقال قائلا مثل
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
و# كان أحب الناس إلى رسول الله من الرجال علي ومن النساء فاطمة
وغروا الجاهل بمقالات باطلة ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق وقد ضلوا ضلالا كبيرا وضلوا عن سواء السبيل وجماعة زادوا في الأخبار أو نقصوا منها نحو
من كنت مولاه فعلي مولاه
ولا يقولون ما بعده من الدعاء و# أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
ولا يذكرون ولو كان لكنت و# الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
ولا يروون وأبوهما خير منهما و# روى بعضهم عن علي ع أنه قال لعمر بن الخطاب أما علمت أن القلم رفع عن المجنون حتى يفيق وعن الصبي حتى يدرك وعن النائم حتى يستيقظ
فترك أول الحديث وهو أن عمر هم أن يقيم الحد على مجنونة زنت وترك الخبر وهو قول عمر قد كدت أهلك بحد هذه المجنونة فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه وجماعة نقلوا مناقبهم إلى غيرهم كحديث سد الأبواب وصالح المؤمنين والاسم المكتوب على العرش وتسليم جبرئيل
يروي مناقب فضلها أعداؤها
أبدا وتسندها إلى أضدادها
الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله (ويبغونها عوجا) أولئك في ضلال بعيد @QUR@
الخوارج فيما حملوا من فضائل أعدائهم مما لا يقبلها العقل ولا يضبطها النقل
إذا ما روى الراوون ألف فضيلة
لأصحاب مولانا النبي محمد
صفحہ 3
يقولون هذا في الصحيحين مثبت
بخط الإمامين الحديث فسدد
ومهما روينا في علي فضيلة
يقولون هذا من أحاديث ملحد
سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون وجماعة يذكرون أكثر المناقب مثل حديث الحباب والثعبان والأسد والجان والسفرجل والرمان فيقولون هذا إفك قديم و بهتان عظيم
إذا في مجلس ذكروا عليا
وسبطيه وفاطمة الزكية
يقول الحاضرون ذروا فهذا
سقيم من حديث الرافضية
ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله وجماعة جعلت الأمة من آل محمد والصحابة من العترة والنساء من أهل البيت وأنكرت أن يكون أولاد الرسول ذريته وآله
قال الباقر ع فبدل الذين ظلموا @HAD@ في آل محمد قولا غير الذي قيل لهم
وزلة العالم كانكسار السفينة تغرق ويغرق معها غيرها بل إذا زل العالم يزل بزلته العالم وجماعة من السفساف حملهم العناد على أن قالوا كان أبو بكر أشجع من علي وإن مرحبا قتله محمد بن مسلمة وإن ذا الثدية قتل بمصر وإن في أداء سورة براءة كان أبو بكر أميرا على علي وربما قالوا قرأها أنس بن مالك وإن محسنا ولدته فاطمة في زمن النبي ص سقطا و# إن النبي ص قال إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم
وإن صدقة النبي ص كانت بيد علي والعباس فمنعها علي عباسا فغلبه عليها ومن ركب الباطل زلت قدمه وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وما كانوا مستبصرين وجماعة
صفحہ 4
جاهروهم بالعداوة كما طعن النظام في أحكامه ع في كتابيه الفتيا والنكت وكقول الجاحظ ليس إيمان علي بإيمان لأنه آمن وهو صبي ولا شجاعته بشجاعة لأن النبي ص قد أخبره أنه يقتله ابن ملجم ونسبه جماعة إلى أن حروبه كانت خطأ وأنه قتل المسلمين عمدا وقول هشيم كان لعلي ولد صغار وقد قتل الحسن ع ابن ملجم ولم ينتظر به وقول القتيبي أول خارجي في الإسلام الحسين ع فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين @QUR@
تعالى إن هذا لهو الضلال المبين فصارت الغوغاء يزعقون على المحدثين والمذكرين في ذكرهم عليا ع حتى قال الشاعر شعر
إذا ما ذكرنا من علي فضيلة
رمينا بزنديق وبغض أبي بكر
وقال الآخر
وإن قلت عينا من علي تغامزوا
علي وقالوا قد سببت معاوية
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وبقيت علماء الشيعة في أمورهم تائهين وعلى أنفسهم خائفين وفي الزوايا منحجرين بل حالهم كحال الأنبياء والمرسلين كما حكى الله تعالى عن الكافرين لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فقلت اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فعلى من يعتمد وإلى رواية من يستند فالكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال ولا خير في قوم ليسوا بناصحين ولا يحبون الناصحين ولا خير في الكذابين ولا العلماء الأفاكين لقد قل من يوثق به وعز من يؤخذ عنه.
صفحہ 5
فنظرت بعين الإنصاف ورفضت مذهب التعصب في الخلاف وكتبت على نفسي أن أميز الشبهة من الحجة والبدعة من السنة وأفرق بين الصحيح والسقيم والحديث والقديم وأعرف الحق من الباطل والمفضول من الفاضل وأنصر الحق وأتبعه وأقهر الباطل وأقمعه وأظهر ما كتموا وأجمع ما فرقوا وأذكر ما أجمعوا عليه واختلفوا فيه على ما أدته الرواية وأشير إلى ما رواه الخاصة أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم فاستصوبت من عيون كتب العامة والخاصة معا لأنه إذا اتفق المتضادان في النقل على خبر فالخبر حاكم عليهما وشاهد للمحق في اعتقاده منهما وإذا اعتقدت فرقة خلاف ما روت ودانت بضد ما نقلت وأخبرت فقد أخطأت وإلا فلم يروي الإنسان ما هو كذب عنده ويشهد بما يعتقد فيه ضده وكيف يعترف بما يحتج به خصمه ويسطر ما يخالفه علمه ولا عجب في رواياتهم ما هو حجة عليهم فقد أنطقهم الله الذي أنطق كل شيء وإن كان الشيطان يثبت غروره فقد يأبى الله إلا أن يتم نوره . فوفقت في جمع هذا الكتاب مع أني أقول ما لي وللتصنيف والتأليف مع قلة البضاعة وعظم شأن هذه الصناعة إلا أنني في ذلك بمنزلة رجل وجد جوهرا منثورا فاتخذ له عقدا منظوما وكم دنف نجا وصحيح هوى وربما أصاب الأعمى قصده وأخطأ البصير رشده وذلك بعد ما أذن لي جماعة من أهل العلم والديانة بالسماع والقراءة والمناولة والمكاتبة والإجازة فصح لي الرواية عنهم بأن أقول حدثني وأخبرني وأنبأني وسمعت واعترف لي بأنه سمعه ورواه كما قرأته وناولني من طرق الخاصة.
فأما طرق العامة فقد صح لنا إسناد البخاري عن أبي عبد الله محمد بن الفضل الصاعد الفراوي وعن أبي عثمان سعيد بن عبد الله العيار الصعلوكي وعن الخبازي كلهم عن أبي الهيثم الكشميهني عن أبي عبد الله محمد الفريري عن محمد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري وعن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجري عن الداودي عن السرخسي عن الفريري
صفحہ 6
عن البخاري إسناد مسلم عن الفراوي عن أبي الحسين عبد الغافر الفارسي النيسابوري عن أبي أحمد بن محمد بن عمرويه الجلودي عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه عن أبي الحسين مسلم بن حجاج النيشابوري إسناد الترمذي عن أبي سعيد محمد بن أحمد الصفار الأصفهاني عن أبي القاسم الخزاعي عن أبي سعيد بن كليب الشاشي عن أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي إسناد الدارقطني عن أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجبائي عن المنصوري عن أبي الحسن المهزاني عن أبي الحسن علي بن مهدي الدارقطني إسناد معرفة أصول الحديث عن عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي الأصفهاني عن أبي علي الحداد عن الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري بن البيع إسناد الموطإ عن القعني وعن معن عن يحيى بن يحيى من طريق محمد بن الحسن عن مالك بن أنس الأصبحي إسناد مسند أبي حنيفة عن أبي القاسم بن صفوان الموصلي عن أحمد بن طوق عن نصر بن المرجي عن أبي القاسم الشاهد العدل البغار.
إسناد مسند الشافعي عن الجياني عن أبي القاسم الصوفي عن محمد بن علي الساوي عن أبي العباس الأصم عن الربيع عن محمد بن إدريس الشافعي إسناد مسند أحمد
صفحہ 7
والفضائل عن أبي سعد بن عبد الله الدجاجي عن أبي الحسن بن علي المذهب عن أبي بكر بن مالك القطيفي عن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل عن أبيه إسناد مسند أبي يعلى عن أبي القاسم الشحامي عن أبي سعيد الكنجرودي عن أبي عمرو الحيري عن أبي يعلى أحمد بن المثنى الموصلي إسناد تاريخ الخطيب عن عبد الرحمن بن بهريق القزاز البغدادي عن الخطيب أبي بكر ثابت البغدادي إسناد تاريخ النسوي عن أبي عبد الله المالكي عن محمد بن الحسين بن الفضل القطان عن درستويه النحوي عن يعقوب بن صفوان النسوي إسناد تاريخ الطبري عن القطيفي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عمرو بن محمد بإسناده- عن محمد بن جرير بن بريد الطبري وهذا إسناد تاريخ أبي الحسن أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري إسناد تاريخ علي بن مجاهد عن القطيفي عن السلمي عن أبي الحسن علي بن محمد دلوية القنطري عن المأمون بن أحمد عن عبد الرحمن بن محمد الدجاج عن ابن جريح عن مجاهد إسناد تاريخي أبي علي الحسن البيهقي السلامي وأبي علي مسلويه عن أبي منصور محمد بن حفدة العطاري الطوسي عن الخطيب أبي زكريا التبريزي بإسناده إليهما إسناد كتابي المبتدأ عن وهب بن منبه اليماني عن أبي حذيفة حدثنا القطيفي عن الثعلبي عن محمد بن الحسن الأزهري عن الحسن بن محمد العبدي عن عبد المنعم بن إدريس عنهما إسناد الأغاني عن الفصيحي عن عبد القاهر الجرجاني عن عبد الله بن حامد عن محمد بن محمد عن علي بن عبد العزيز اليماني عن أبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني وهذا إسناد فتوح الأعثم الكوفي إسناد سنن السجستاني عن أبي الحسن الآبنوسي عن أبي العباس بن علي التستري عن الهاشمي عن اللؤلؤي عن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني إسناد سنن اللالكائي عن أبي بكر أحمد بن علي الطرثيثي عن أبي القاسم
صفحہ 8
هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي إسناد سنن ابن ماجة عن ابن الناصر البغدادي عن المقري القزويني عن ابن طلحة بن المنذر عن أبي الحسن القطان عن أبي عبد الله الرقي عن أبي القاسم بن أحمد الخزاعي عن الهيثم بن كليب الشاشي عن أبي عيسى الترمذي وهذا إسناد شرف المصطفى عن أبي سعيد الخركوشي إسناد حلية الأولياء عن عبد اللطيف الأصفهاني عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني إسناد إحياء علوم الدين عن أحمد بن محمد الغزالي عن أخيه أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي إسناد العقد عن محمد بن منصور السرخسي عمن رواه عن ابن عبد ربه الأندلسي إسناد فضائل السمعاني عن شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي جدي عن أبي المظفر عبد الملك السمعاني إسناد فضائل ابن شاهين عن أبي عمرو الصوفي عن القاضي عن أبي محمد المرمدي عن أبي حفص عمر بن شاهين المروزي إسناد فضائل الزعفراني عن يوسف بن أدام المراغي مسندا إلى محمد بن الصباح الزعفراني إسناد فضائل العكبري عن أبي منصور ماشادة الأصفهاني عن مشيخته عن عبد الملك بن عيسى العكبري إسناد مناقب ابن شاهين عن المنتهى بن أبي زيد بن كبابكي الجثي الجرجاني عن الأجل المرتضى الموسوي عن المصنف إسناد مناقب ابن مردويه عن الأديب أبي العلا عن أبيه أبي الفضل الحسن بن زيد عن أبي بكر مردويه الأصفهاني إسناد أمالي الحاكم عن المهدي بن أبي حرب الحسني الجرجاني عن الحاكم النيسابوري إسناد مجموع بن عقدة أبي العباس أحمد بن محمد ومعجم أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني بحق روايتي عن أبي العلاء العطار الهمداني بإسناده عنهما إسناد الوسيط وكتاب الأسباب والنزول عن أبي الفضائل محمد اليهيني عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي إسناد معرفة الصحابة عن عبد اللطيف البغدادي عن والده أبي سعيد عن أبي يحيى بن مندة عن والده. إسناد دلائل النبوة والجامع عن الحسين بن عبد الله المروزي عن أبي النصر العاصمي عن
صفحہ 9
أبي العباس البغوي عن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي إسناد أحاديث علي بن أحمد الجوهري وأحاديث شعبة بن الحجاج عن محمد البغوي عن الحراجي عن المحبوي عن ابن عيسى عمن رواها منهما إسناد المغازي عن الكرماني عن أبي الحسن القدوسي عن الحسين بن صديق الزورعنجي عن محمد بن إسحاق الواقدي إسناد البيان والتبيين والغرة والفتيا عن الكرماني عن أبي سهل الأنماطي عن أحمد بن محمد عن أبي عبد الله بن محمد الخازن عن علي بن موسى القمي عن عمرو بن بحر الجاحظ إسناد غريب القرآن عن القطيفي عن أبيه- عن أبي بكر محمد بن عزيز العزيزي السجستاني إسناد شرف العروس عن القاضي عزيزي عن أبي عبد الله الدامغاني إسناد عيون المجالس عن القطيفي عن أبي عبد الله طاهر بن محمد بن أحمد الخربلوي إسناد المعارف وعيون الأخبار وغريب الحديث وغريب القرآن عن الكرماني عن أبيه عن جده- عن محمد بن يعقوب عن أبي بكر المالكي عن عبد الله بن مسلم بن قتيبة إسناد غريب الحديث عن القطيفي عن السلمي عن أبي محمد دعلج عن أبي عبد القاسم بن سلام وهذا إسناد كامل أبي العباس المبرد إسناد نزهة القلوب عن القطيفي وشهرآشوب جدي كليهما عن أبي إسحاق الثعلبي إسناد أعلام النبوة عن عمر بن حمزة العلوي الكوفي عمن رواه عن القاضي أبي الحسن الماوردي إسناد الإبانة وكتاب اللوامع عن مهدي بن أبي حرب الحسني عن أبي سعيد أحمد بن عبد الملك الخركوشي إسناد دلائل النبوة وكتاب جوامع الكلم عن عبد العزيز عن أحمد الحلواني عن أبي الحسن بن محمد الفارسي عن أبي بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي إسناد نزهة الأبصار عن شهرآشوب عن القاضي أبي المحاسن الرؤياني عن أبي الحسين علي بن مهدي المامطيري إسناد المحاضرات من باب المفردات عن الهيثم الشاشي عن القاضي غزيري عن أبي بكر بن علي الخزاعي عن أبي القاسم الراغب الأصفهاني إسناد الإبانة عن الفراوي عن أبي عبد الله الجوهري عن القطيفي عن عبد الله بن أحمد
صفحہ 10
بن حنبل عن أبيه عن أبي عبد الله محمد بن بطة العكبري إسناد قوت القلوب عن القطيفي عن أبيه عن أبي القاسم الحسن بن محمد عن أبي يعقوب يوسف بن منصور السياري إسناد الترغيب والترهيب عن أبي العباس أحمد الأصفهاني عن أبي القاسم الأصفهاني إسناد كتاب أبي الحسن المدائني عن القطيفي عن أبي بكر محمد بن عمر بن حمدان عن إبراهيم بن محمد بن سعيد النحوي إسناد الدارمي واعتقاد أهل السنة عن أبي حامد محمد بن محمد عن زيد بن حمدان المنوجهري عن علي بن عبد العزيز الأشنهي وحدثني محمود بن عمر الزمخشري بكتاب الكشف والفائق وربيع الأبرار وأخبرني الكباشين وغير شهردار الديلمي بالفردوس وأنبأني أبو العلاء العطار الهمداني بزاد المسافر وكاتبني الموفق بن أحمد المكي خطيب خوارزم بالأربعين وروى لي القاضي أبو السعادات الفضائل وناولني أبو عبد الله محمد بن أحمد النطنزي الخصائص العلوية وأجاز لي أبو بكر محمد بن مؤمن الشيرازي رواية كتاب ما نزل من القرآن في علي وكثيرا ما أسند إلى أبي العزيز كلاش العكبري وأبي الحسن العاصمي الخوارزمي ويحيى بن سعدون القرطي وأشباههم. وأما أسانيد التفاسير والمعاني فقد ذكرتها في الأسباب والنزول وهي تفسير البصري والطبري والقشيري والزمخشري والجبائي والطائي والسدي والواقدي والواحدي والماوردي والكلبي والثعلبي والوالبي وقتادة والقرطي ومجاهد والخركوشي وعطاء بن رباح وعطاء الخراساني ووكيع وابن جريح وعكرمة والنقاشي وأبي العالية والضحاك وابن عيينة وأبي صالح ومقاتل والقطان والسمان ويعقوب بن سفيان والأصم والزجاج والفراء وأبي عبيد وأبي العباس والنجاشي والدمياطي والعوفي والنهدي والثمالي وابن فورك وابن حبيب.
فأما أسانيد كتب أصحابنا فأكثرها عن الشيخ أبي جعفر الطوسي حدثنا بذلك أبو الفضل الداعي بن علي الحسيني السروي وأبو الرضا فضل الله بن علي الحسيني القاشاني وعبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب الرازي وأبو الفتوح الحسين بن علي بن محمد الرازي ومحمد وعلي ابنا علي بن عبد الصمد النيسابوري ومحمد بن الحسن الشوهاني وأبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي ومسعود بن علي الصوابي والحسين بن أحمد بن طحال المقدادي وعلي بن شهرآشوب السروي والدي كلهم عن الشيخين المفيدين أبي علي الحسن بن
صفحہ 11
محمد بن الحسن الطوسي وأبي الوفا عبد الجبار بن علي المقري الرازي عنه وحدثنا أيضا المنتهى بن أبي زيد بن كبابكي الحسيني الجرجاني ومحمد بن الحسن القتال النيسابوري وجدي شهرآشوب عنه أيضا سماعا وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته.
وأما أسانيد كتب الشريفين المرتضى والرضي ورواياتهما فعن السيد أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني المروزي عن أبي عبد الله محمد بن علي الحلواني وبحق روايتي عن السيد المنتهى عن أبيه أبي زيد وعن محمد بن علي الفتال الفارسي عن أبيه الحسن كليهما عن المرتضى وقد سمع المنتهى والفتال بقراءة أبويهما عليه أيضا وما سمعنا من القاضي الحسن الأسترآبادي عن ابن المعافي بن قدامة عنه أيضا وما صح لنا من طريق الشيخ أبي جعفر عنه وروى السيد المنتهى عن أبيه عن الشريف الرضي وأما أسانيد كتب الشيخ المفيد فعن أبي جعفر وأبي القاسم ابني كميح عن أبيه عن ابن البراج عن الشيخ ومن طرق أبي جعفر الطوسي أيضا عنه. وأما أسانيد كتب أبي جعفر بن بابويه عن محمد وعلي ابني علي بن عبد الصمد عن أبيهما- عن أبي البركات علي بن الحسين الحسيني الجوري عنه وكذلك من روايات أبي جعفر الطوسي.
وأما أسانيد كتب ابن شاذان وابن فضال وابن الوليد وابن الحاشر وعلي بن إبراهيم والحسن بن حمزة والكليني والصفواني والعبدكي والفلكي وغيرهم فهو على ما نص عليها أبو جعفر الطوسي في الفهرست وحدثني الفتال بالتنوير في معاني التفسير وبكتاب روضة الواعظين وبصيرة المتعظين وأنبأني الطبرسي بمجمع البيان لعلوم القرآن وبكتاب إعلام الورى بأعلام الهدى وأجاز لي أبو الفتوح رواية روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن وناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف وقد أذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم ووجدت بخط أبي طالب الطبرسي كتاب الاحتجاج وذلك مما يكثر تعداده ولا يحتاج إلى ذكره لاجتماعهم عليه وما هذا إلا جزء من كل ولا أنا علم الله تعالى إلا معترف بالعجز والتقصير كما قال أبو الجوائز
رويت وما رويت من الرواية
وكيف وما انتهيت إلى نهاية
وللأعمال غايات تناهي
وإن طالت وما للعلم غاية
وقد قصدت في هذا الكتاب من الاختصار على متون الأخبار وعدلت
صفحہ 12
عن الإطالة والإكثار والاحتجاج من الظواهر والاستدلال على فحواها ومعناها وحذفت أسانيدها لشهرتها ولإشارتي إلى رواتها وطرقها والكتب المنتزعة منها لتخرج بذلك عن حد المراسيل وتلحق بباب المسندات وربما تتداخل الأخبار بعضها في بعض أو نختصر منها موضع الحاجة أو نختار ما هو أقل لفظا أو جاءت غريبة من مظان بعيدة أو وردت مفردة محتاجة إلى التأويل فمنها ما وافقه القرآن ومنها ما رواه خلق كثير حتى صار علما ضروريا يلزمهم العمل به ومنها ما بقيت آثارها رؤية أو سمعا ومنها ما نطقت به الشعراء والشعرورة لتبذلها فظهرت مناقب أهل البيت ع بإجماع موافقيهم وإجماعهم حجة على ما ذكر في غير موضع واشتهرت على ألسنة مخالفيهم على وجه الاضطرار ولا يقدرون على الإنكار على ما أنطق الله به رواتهم وأجراها على أفواه ثقاتهم مع تواتر الشيعة بها وذلك خرق العادة وعظة لمن تذكر فصارت الشيعة موافقة لما نقلته ميسرة والناصبية مخيبة فيما حملته مسخرة لنقل هذه الفرقة ما هو دليل لها في دينها وحمل تلك ما هو حجة لخصمها دونها وهذا كاف لمن ألقى السمع وهو شهيد و إن هذا لهو البلاء المبين وتذكرة للمتذكرين ولطف من الله تعالى للعالمين.
ثم وشحت هذه الأخبار بشواهد الأشعار وتوجتها بالآيات فرحم الله امرأ اعتبر وأحسن لنفسه النظر فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل ولأن تكون تابعا في الخير خير من أن تكون متبوعا للشر وخير العمل ما أصلحت به رشادك وشره ما أفسدت به معادك وافتتحت ذلك بذكر سيد الأنبياء والمرسلين ثم بذكر الأئمة الصادقين وختمته بذكر الصحابة والتابعين وسميته بمناقب آل أبي طالب ونظمته للمعاد لا للمعاش وادخرته للدين لا للدنيا فأسأل الله تعالى أن يجعله سبب نجاتي وحط سيئاتي ورفع درجاتي إنه سميع مجيب
باب ذكر سيدنا رسول الله ص
فصل في البشائر بنبوته
منها بشائر موسى في السفر الأول وبشائر إبراهيم
صفحہ 13
في السفر الثاني وفي السفر الخامس عشر وفي الثالث والخمسين من مزامير داود ومنها بشائر عويبنا وحيقوق وحزقيل ودانيال وشعيا و# قال داود في زبوره اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة
وقال عيسى في الإنجيل إن البر ذاهب والبارقليطا جاء من بعده وهو يخفف الآصار ويفسر كلم كل شيء ويشهد لي كما شهدت له أنا جئتكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل
. وكان كعب بن لوي بن غالب يجتمع إليه الناس في كل جمعة وكانوا يسمونها عروبة فسماه كعب يوم الجمعة وكان يخطب فيه الناس ويذكر فيه خبر النبي آخر خطبته كلما خطب وبين موته والفيل خمسمائة وعشرون سنة فقال أم والله لو كنت فيها ذا سمع وبصر ويد ورجل لتنصبت فيها تنصب الجمل ولأرقلت فيها إرقال الفحل ثم قال
يا ليتني شاهد فحواي دعوته
حين العسيرة تبغي الحق خذلانا
محمد بن إسحاق إن زيد بن عمرو بن نفيل ضرب في الأرض يطلب الدين الحنيف فقال له راهب بالشام إنك لتسأل عن دين ذهب من كان يعرفه ولكنك قد أظلك خروج نبي يأتي ملة إبراهيم الحنيفية وهذا زمانه فخرج سريعا حتى إذا كان بأرض لخم عندوا عليه فقتلوه
وقال النبي ص زيد بن عمرو يبعث أمة وحده
ورثاه ورقة بن نوفل
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما
تجنبت تنورا من الله حاميا
صفحہ 14
بدينك ربا ليس رب كمثله
وتركك أوثان الطواغي كما هيا
وقد تدرك الإنسان رحمة ربه
ولو كان تحت الأرض ستين واديا
وكان تبع الأول من الخمسة التي كانت لهم الدنيا بأسرها فسار في الآفاق وكان يختار من كل بلدة عشرة أنفس من حكمائهم فلما وصل إلى مكة كان معه أربعة آلاف رجل من العلماء فلم يعظمه أهل مكة فغضب عليهم وقال لوزيره عمياريسا في ذلك فقال الوزير إنهم جاهلون ويعجبون بهذا البيت فعزم الملك في نفسه أن يخربها ويقتل أهلها فأخذه الله بالصدام وفتح من عينيه وأذنيه وأنفه وفمه ماء منتنا عجزت الأطباء عنه وقالوا هذا أمر سماوي وتفرقوا فلما أمسى جاء عالم إلى وزيره وأسر إليه إن صدق الأمير بنيته عالجته فاستأذن الوزير له فلما خلا به قال له هل أنت نويت في هذا البيت أمرا قال كذي وكذي فقال العالم تب من ذلك ولك خير الدنيا والآخرة فقال قد تبت مما كنت نويت فعوفي في الساعة فآمن بالله وبإبراهيم الخليل وخلع على الكعبة سبعة أثواب وهو أول من كسا الكعبة وخرج إلى يثرب ويثرب هي أرض فيها عين ماء فاعتزل من بين أربعة آلاف رجل عالم أربعمائة رجل عالم على أنهم يسكنون فيها وجاءوا إلى باب الملك وقالوا إنا خرجنا من بلداننا وطفنا مع الملك زمانا وجئنا إلى هذا المكان نريد المقام إلى أن نموت فيه فقال الوزير ما الحكمة في ذلك قالوا اعلم أيها الوزير أن شرف هذا البيت بشرف محمد ص صاحب القرآن والقبلة واللواء والمنبر مولده بمكة وهجرته إلى هاهنا وإنا على رجاء أن ندركه أو يدركه أولادنا فلما سمع الملك ذلك تفكر أن يقيم معهم سنة رجاء أن يدرك محمدا وأمر أن يبنوا أربعمائة دار لكل واحد دارا وزوج كل واحد منهم بجارية معتقة وأعطى لكل واحد منهم مالا جزيلا
ابن بابويه في كتاب النبوة أنه قال أبو عبد الله ع إن تبعا قال للأوس والخزرج كونوا هاهنا حتى يخرج هذا النبي أما أنا لو أدركته لخدمته ولخرجت معه
وروي أنه قال
قالوا بمكة بيت مال داثر
وكنوزه من لؤلؤ وزبرجد
صفحہ 15
بادرت أمرا حال ربي دونه
والله يدفع عن خراب المسجد
فتركت فيه من رجالي عصبته
نجبا ذوي حسب ورب محمد
وكتب كتابا إلى النبي ع يذكر فيه إيمانه وإسلامه وأنه من أمته فليجعله تحت شفاعته وعنوان الكتاب إلى محمد بن عبد الله خاتم النبيين ورسول رب العالمين من تبع الأول ودفع الكتاب إلى العالم الذي نصح له ثم خرج منه وسار حتى مات بغلسان بلد من بلاد الهند وكان بين موته ومولد النبي ع ألف سنة ثم إن النبي ع لما بعث وآمن به أكثر أهل المدينة أنفذوا الكتاب إليه على يد أبي ليلى فوجد النبي ع في قبيلة بني سليم فعرفه رسول الله ص فقال له أنت أبو ليلى قال نعم قال ومعك كتاب تبع الأول فتحير الرجل فقال هات الكتاب فأخرجه ودفعه إلى رسول الله فدفعه النبي إلى علي بن أبي طالب فقرأه عليه فلما سمع النبي (صلى الله عليه وآله) كلام تبع قال مرحبا بالأخ الصالح ثلاث مرات وأمر أبا ليلى بالرجوع إلى المدينة
إكمال الدين عن ابن بابويه وروضة الواعظين عن محمد الفتال إنه كان عند تربة النبي ع جماعة فسأل أمير المؤمنين (عليه السلام) سلمان عن مبدأ أمره فقال كنت من أبناء الدهاقين بشيراز وكنت عزيزا على والدي فبينا أنا سائر مع أبي في عيد لهم إذا أنا بصومعة وإذا فيها رجل ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله فرصف حب محمد في لحمى ودمي فلما انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلق من السقف فسألت أمي عنه فقالت لا تقربه فإنه يقتلك أبوك فلما جن الليل أخذت الكتاب فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم @HAD@ هذا عهد من الله إلى آدم أنه خالق من صلبه نبيا يقال له محمد يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن عبادة الأوثان يا روزبه ايت أنت وصي عيسى فآمن واترك المجوسية قال فصعقت صعقة فأخذني أبي وأمي وجعلاني في بئر عميقة وقالا إن رجعت وإلا قتلناك وضيقوا علي الأكل والشرب فلما طال أمري دعوت الله بحق محمد ووصيه أن يريحني مما أنا فيه فأتاني آت عليه ثياب بيض فقال قم يا روزبه فأخذ بيدي وأتى بي الصومعة فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله فقال الديراني
صفحہ 16
يا روزبه اصعد فصعدت إليه فخدمته حولين فقال إني ميت أوصيك براهب أنطاكية فاقرأه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح وناولني لوحا فلما فرغت من دفنه أتيت الصومعة وقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله فقال يا روزبه اصعد فصعدت إليه فخدمته حولين فقال إني ميت أوصيك براهب إسكندرية فاقرأه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح فلما فرغت منه أتيت الصومعة قائلا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله فقال اصعد يا روزبه فصعدت إليه فخدمته حولين فقال إني ميت قلت على من تخلفني فقال لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه في الدنيا وإن ولادة محمد قد حانت فإذا أتيته فاقرأه مني السلام. وادفع إليه هذا اللوح فلما فرغت من دفنه صحبت قوما لما أرادوا أن يأكلوا شدوا على شاة فقتلوها بالضرب ثم جعلوا بعضها كبابا وبعضها شواء فامتنعت من الأكل فقالوا كل فقلت إني غلام ديراني وإن الديرانيين لا يأكلون اللحم فضربوني وكادوا يقتلونني فقال بعضهم أمسكوا عنه حتى يأتيكم شرابكم فإنه لا يشرب فلما أتوا بالشراب قالوا تشرب فقلت مثل ذلك فضربوني وكادوا يقتلونني فأقررت لواحد منهم بالعبودية فأخرجني وباعني بثلاثمائة درهم من رجل يهودي فسألني عن قصتي فأخبرته وقلت له ليس لي ذنب سوى حبي محمدا ووصيه فقال اليهودي وإني لأبغضك وأبغض محمدا ثم أخرجني إلى باب خارج داره وإذا رمل كثير فقال والله لئن أصبحت ولم تنقل هذا الرمل كله من هذا الموضع لأقتلنك قال فجعلت أحمل طول ليلي فلما أجهدني التعب سألت الله تعالى الراحة منه فبعث الله ريحا فقلعت ذلك الرمل فلما أصبح نظر إلى الرمل فقال أنت ساحر قد خفت منك فباعني من امرأة سلمية لها حائط فقالت افعل بهذا الحائط ما شئت فكنت فيه فإذ أنا بسبعة رهط تظلهم غمامة فلما دخلوا كان رسول الله وأمير المؤمنين (عليه السلام) وأبو ذر والمقداد وعقيل وحمزة وزيد فأوردتهم طبقا من رطب فقلت هذه صدقة فقال النبي (صلى الله عليه وآله) كلوا وأمسك رسول الله ص وأمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت هذه علامة ووضعت طبقا آخر فقلت هذه هدية فمد يده وقال بسم الله كلوا فقلت في نفسي بدت ثلاث علامات وكنت أدور خلفه إذا التفت رسول الله ص فقال يا روزبه تطلب خاتم النبوة وكشف عن كتفيه فإذا أنا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه عليه شعرات فسقطت على قدميه
صفحہ 17
أقبلها فقال لي ادخل على هذه المرأة وقل لها يقول لك محمد بن عبد الله تبيعينا هذا الغلام فلما أخبرتها قالت قل له لا أبيعكه إلا بأربعمائة نخلة مائتي نخلة صفرا ومائتي نخلة حمراء فأخبرته بذلك فقال ما أهون ما سألت قم يا علي واجمع هذا النوى كله فأخذه وغرسه ثم قال اسقه فسقاه فلما بلغ آخره خرج النخل ولحق بعضه بعضا فقال قل لها خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا فخرجت فقالت والله لا أبيعكه إلا بأربعمائة نخلة كلها صفراء فهبط جبرئيل فمسح جناحه على النخل فصار كله أصفر فنظرت وقالت نخلة من هذه أحب إلي من محمد ومنك فقلت لها والله إن يوما من محمد أحب إلي منك ومن كل شيء أنت فيه فأعتقني رسول الله وسماني سلمان
نصر بن المنتصر
من غرس النخل فجاءت يانعا
مرضية لبوسها من النوى
وأيضا
ومن غرس النوى فأتت بنخل
لذيذ طعمها للذائقينا
ابن بابويه في تمام النعمة والثعلبي في نزهة القلوب عن ابن العباس لما ظفر سيف بن ذي يزن بالحبشة واسترجع ملك أبيه وقومه وذلك بعد مولد النبي ع بسنتين أتته وفد العرب وأشرافها بالتهنئة وفيهم عبد المطلب فقال أيها الملك إن الله تعالى قد أحلك محلا رفيعا صعبا منيعا باذخا شامخا وأنبتك منبتا طابت أرومته وعزت جرثومته ثبت أصله وبسق فرعه في أكرم معدن وأطيب موطن فأنت أبيت اللعن ملك العرب الذي له تنقاد وعمودها الذي عليه العماد ومعقلها الذي يلجأ إليه العباد سلفك خير
صفحہ 18
سلف وأنت لنا منهم أفضل خلف فلن يجهل من أنت سلفه ولن يهلك من أنت خلفه ونحن أيها الملك أهل حرم الله وسدنة بيته أشخصنا إليك الذي أبهجنا من كشف الكرب الذي فدحنا فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة قال سيف وأيهم أنت أيها المتكلم قال أنا عبد المطلب بن هاشم قال ابن أختنا قال نعم فأدناه وقرب مجلسه ثم أقبل عليه وعلى القوم فقال مرحبا وأهلا وناقة ورحلا ومستناخا سهلا وملكا ونحلا يعطى عطاء جزيلا قد سمع الملك مقالتكم وعرف قرابتكم وقبل وسيلتكم فأنتم أهل الليل وأهل النهار لكم الكرامة ما أقمتم والحباء إذا ظعنتم ثم انتهضوا إلى دار الضيافة فأقاموا شهرا ثم أرسل إلى عبد المطلب ليلا فأخلاه وقال إني مفوض إليك من سر علمي فليكن عندك مطويا حتى يأذن الله فيه فإن الله بالغ أمره فقال عبد المطلب مثلك أيها الملك من سر وبر فما هو فداك أهل الوبر زمرا بعد زمر فقال إذا ولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة كانت له الإمامة ولكم به الزعامة إلى يوم القيامة فقال أيها الملك قد أبت بخير ما آب بمثله وافد ولو لا هيبة الملك وإجلاله لسألته عن مساره إياي ما أزداد به سرورا قال هذا حينه الذي يولد فيه أو قد ولد اسمه محمد يموت أبوه وأمه ويكفله جده وعمه وقد ولد سرارا والله باعثه جهارا وجاعل له منا أنصارا إلى آخر كلام له فقال عبد المطلب أيها الملك دام ملكك وعلا كعبك فهل الملك ساري بإفصاح فقد أوضح لي بعض الإيضاح فقال سيف والبيت ذي الحجب والعلامات على النصب
صفحہ 19
إنك يا عبد المطلب لجده غير كذب فخر عبد المطلب ساجدا ثم إنه أعطى القوم وأعطى عبد المطلب بعشرة أضعاف ذلك فكان عبد المطلب كثيرا ما يقول يا معشر قريش لا يغبطني أحد بجزيل عطاء الملك وإن كثر فإنه إلى نفاد ولكن يغبطني بما يبقى لي ولعقبي من بعدي ذكره وفخره وشرفه فإذا قيل له ما ذاك يقول ستعلمن نبأه بعد حين
ابن رزيك
محمد خاتم الرسل الذي سبقت
به بشارة قس وابن ذي يزن
وأنذر النطقاء الصادقون بما
يكون من أمره والطهر لم يكن
الكامل الوصف في حلم وفي كرم
والطاهر الأصل من دام ومن درن
ظل الإله ومفتاح النجاة وينبوع
الحياة وغيث الفارض الهتن
فاجعله ذخرك في الدارين معتصما
به وبالمرتضى الهادي أبي الحسن
وتصور لعبد المطلب أن ذبح الولد أفضل قربة لما علم من حال إسماعيل فنذر أنه متى رزق عشرة أولاد ذكور أن ينحر أحدهم للكعبة شكرا لربه فلما وجدهم عشرة قال لهم يا بني ما تقولون في نذري فقالوا الأمر إليك ونحن بين يديك فقال لينطلق كل واحد منكم إلى قدحه وليكتب عليه اسمه ففعلوا وأتوه بالقداح فأخذها وقال
عاهدته والآن أوفي عهده
إذ كان مولاي وكنت عبده
نذرت نذرا لا أحب رده
ولا أحب أن أعيش بعده
* * *
فقدمهم ثم تعلق بأستار الكعبة ونادى اللهم رب البيت الحرام والركن والمقام ورب المشاعر العظام والملائكة الكرام اللهم أنت خلقت الخلق لطاعتك وأمرتهم بعبادتك
صفحہ 20
لا حاجة منك في كلام له ثم أمر بضرب القداح وقال اللهم إليك أسلمتهم ولك أعطيتهم فخذ من أحببت منهم فإني راض بما حكمت وهب لي أصغرهم سنا فإنه أضعفهم ركنا ثم أنشأ يقول
يا رب لا تخرج عليه قدحي
واجعل له واقية من ذبحي
فخرج السهم على عبد الله فأخذ الشفرة وأتى عبد الله حتى أضجعه في الكعبة وقال
هذا بني قد أريد نحره
والله لا يقدر شيء قدره
فإن تؤخره تقبل عذره
وهم بذبحه فأمسك أبو طالب يده وقال
كلا ورب البيت ذي الأنصاب
ما ذبح عبد الله بالتلعاب
ثم قال اللهم اجعلني فديته وهب لي ذبحته ثم قال
خذها إليك هدية يا خالقي
روحي وأنت مليك هذا الخافق
وعاونه أخواله من بني مخزوم وقال بعضهم
يا عجبا من فعل عبد المطلب
وذبحه ابنا كتمثال الذهب
فأشاروا عليه بكاهنة بني سعد فخرج في ثمانمائة رجل وهو يقول
تغادرني أمر فضقت به ذرعا
ولم أستطع مما تجللني دفعا
نذرت ونذر المرء دين ملازم
وما للفتى مما قضى ربه منعا
وعاهدته عشرا إذا ما تكلموا
أقرر منهم واحدا ما له رجعا
فأكملهم عشرا فلما هممت أن
أفي بذاك النذر ثار له جمعا
يصدونني عن أمر ربي وإنني
سأرضيه مشكورا ليلبسني نفعا
فلما دخلوا عليها قال
يا رب إني فاعل لما تود
إن شئت ألهمت الصواب والرشد
فقالت كم دية الرجل عندكم قالوا عشرة من الإبل قالت واضربوا على الغلام وعلى الإبل القداح فإن خرج القداح على الإبل فانحروها وإن خرج عليه فزيدوا في الإبل عشرة عشرة حتى يرضى ربكم وكانوا يضربون القداح على عبد الله وعلى عشرة فيخرج السهم على عبد الله إلى أن جعلها مائة وضرب فخرج القدح على الإبل فكبر عبد المطلب وكبرت قريش ووقع
صفحہ 21