============================================================
12
عن هذا من وجوه أحدها} ان الاحتياط بمجرد الشك فى امور المياه ليس مستحبا ولا مشروعا بل ولا يستحب السؤال عن ذلك بل المشروع ان يبنى الامر علي الاستصحاب فان قام دليل علي النجاسة نجسناه والا فلا يستحب ان يجتنب استعماله بمجرد احتمال النجاسة واما اذا قامت امارة ظاهرة فذاك مقام آخر * والدليل القاطع انه مازال النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون يتوضؤن ويغتسلون ويشربون من المياه التى فى الآنية والدلاء الصفار والحياض وغيرها مع وجود هذا الاحتمال بل كل احتمال لا يسند الى امارة شرعية لم يلتفت
اليه وذلك ان الحرمات نوعان محرم لوصفه ومحرم لكرسبه. فالمحرم لكسبه كالظلم والرباوالميسر والمحرم لوصفه كالميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به . والاول اشد تحريما والتورع فيه ينور وهذا كاذ الين يخزرود ن الاطلسية والقياب من النبهابت الاشتة بن الكاب
الخييثة (واما الثانى) فانما حرم لما فيه من وصف الخبث* وقد اباح الله لنا طعام أهل الكتاب مع امكان ان لا يذكوه التذكية الشرعية او يسموا عليه غير الله واذا علمنا انهم سمواعليه غير الله حرم ذلك فى آصح قولى العلماء * وقد ثبت فى الصحيح من حديث عائشة ان النبى صلى الله عليه وسلم سثل عن قوم يأتون باللحم ولا يدرى أسمواعليه ام لا فقال سموا أنتم وكلوا * واما الماء فهوفى نفسه طهور ولكن اذا خالطته النجاسة وظهرت فيه صار استعماله استعمالا لذلك الخبيث فانما نمى عن استتماله لما خالطه من الخبيث لالأنه فى نفسه خبيث فاذا لم يكن هنا امارة ظاهرة على مخالطة الخبيث له كان هذا التقدير والاحتمال مع طيب الماء وعدم التغيير فيه من باب الحرج الذى نفاه الله عن شريعتنا ومن باب الآصارو الاغلال المرفوعة عنا * وقد ثبت ان عمر ابن الخطاب رضى الله عنه توضا من جرة نصرانية مع قيام هذا الاحتمال *ومر عمر بن الخطاب رضى 1 الله عنه وصاحب له بميزاب فقال صاحبه ياصاحب الميزاب ماؤك طاهر ام نجس فقال عمر ياصاحب الميزاب لا تخبره فان هذا ليس عليه * وقد نص على هذه المسثلة الائمة كاحمد وغيره نصوا على انه اذا سقط عليه ماء من ميزاب ونحوه ولا امارة تدل على التجاسة لم يلزم السؤال عنه بل يكره وان سأل فهل يلزم رد الجواب على وجهين . وقد استحب بعض الفقهاء من أصحاب أحمد وغيره السؤال وهو ضعيف (والوجه الثانى) ان يقول هذه الاحتمالات هنا منتفية أو فى غاية البعد فلا يلتفت اليها والالتفات اليها حرج ايس من الدين ووسوسة يأتى بها الشيطان وذلك ان
صفحہ 32