167

العذاب، فان رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك فعل، فكتب إليه عمر:

أما بعد، فالعجب، كل العجب من استيذانك إياي في عذاب بشر، كان لك جنة من عذاب الله، وكان رضاي ينجيك من سخط الله، فانر فمن قامت عليه البينة فخذه بما قامت به عليه، ومن أقر لك بشيء فخذه بما أقر به، ومن أنكر فاستحلفه بالله، وخل سبيله، فو الله لأن يلقوا الله بخياناتهم أحب إلي من أن ألقى الله بدمائهم.

[بخيل الأغنياء يخيب]

أنشد أبو حاتم ولم يسم قائلها: [الطويل]

لا تعديني الفقر يا أم مالك ... فان الغنى للمنفقين قريب

وللمال اشراك وإن ضن ربه ... يصاب الفتى من ماله ويصيب

فما السائل المحروم يرجع خائبا ... ولكن بخيل الأغنياء يخيب

[موعظة علي بن أبي طالب]

عن يونس قال: بلغني أن ابن عباس رضي الله عنه كان يقول: كتب إلي علي بن أبي طالب صلى الله عليه بموعظة، ما سررت بموعظة سروري بها: [1] أما بعد فإن المرء يسره درك ما لم يكن ليفوته، ويسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه، فما نالك من دنياك فلا تكثر به فرحا، وما فاتك منها فلا [66 ظ] تتبعه أسفا، وليكن سرورك بما قدمت، وأسفك على ما خلفت، وهمك فيما بعد الموت.

[وصية زياد بن أبيه]

عن يونس قال: كان زياد إذا ولى رجلا عملا قال له: [2] خذ عهدك، وسر إلى عملك، واعلم أنك مصروف رأس سنتك، وأنك تصير إلى أربع

صفحہ 192