============================================================
المطلب الأول / تنزيه الله عن الجسمية ولوازمها قال: كنت بالكوفة في دار الإمارة دار علي بن أبي طالب إذ دخل علينا نوف بن عبد الله، فقال: يا أمير المؤمنين، بالباب أربعون رجلا من اليهود. فقال علي: "علي بهم". فلما وقفوا بين يدئه، قالوا له: يا علي، صف لنا ربك هذا الذي في السماء، كيف هو؟ وكيف كان؟
ومتى كان؟ وعلى أي شيء هو؟ فاستوى علي جالسا، وقال: "معشر اليهود، اشمعوا مني ولا تبالوا أن لا تشألوا أحدا غيري(1)) إن رئى الأول لم يبدمما(2)، ولا ممازج مغ ما(3)، ولا حال وفما(4)، ولا شبخ يتقصى(4)، ولا مخجوب فيخوى(2)، ولا كان بعد أن لم يكن (9) فيقال: حادث (2)، بل جل أن يكيف المكيف للأشياء كيف كان(4)، بل لم يزل ولا يزول(9) 2 لاختلاف الأزمان ولا لتقلب شأن بعد شأن. وكيف يوصف بالأشباح(10)، وكيف ينعت
2 بالألسن الفصاح من لم يكن في الأشياء فيقال: بائن، ولم يبن عنها قيقال: كائن(1)14 بل هوبلا كيفية وهو أقرب من حبل الوريد(12)، وأبعدفي الشبه من كل بعيد (...). فهو العالم (1) أي ما سأقوله لكم هذا هو الحق، لا تحتاجون أن تسألوا بعد ذلك أحدا آخر عنه.
أي أن الله تعالى لم يكن معدوما ثم ظهر، فهو الأول الذي لا ابتداء لوجوده.
(2) (3) أي لا يحل في شيء، فالله تعالى ليس ممتزجا داخلا في شيء آخر.
(4 أي لا يتوهم في الوهم أن يحل في شيء، فالله تعالى ليس كما يقتضي الوهم.
(5 أي ليس جسما مختفيا فيطلب.
(2) أي ليس بمحدود كي يحوى من كل الجهات كما زعمتم أنه في السماء.
(7) الحادث هو المخلوق الذي وجد بعد عدم، فالله تعالى ليس من شيء لأنه إذهو كان من شيء كان حادثا والقديم يغاير المحدث.
(8) أي يتقدس الله تعالى أن يوصف بالكيفية لأنه هو الذي كيف الكيف، والكيفية هي عبارة عن سمات الحوادث من الهيثات والصور والأحوال.
(9) هو عبارة عن القدم والبقاء.
(10) أي الأجسام.
(11) أي أن الله لم يتشابه بها أصلا حتى نقول: بائن؛ أي منفصل عن خلقه، أو كائن: أي حال في شيء، فهذه الأمور كلها من خصائص الأجسام وواجب الوجود تعالى لأ يشبه الأجسام ولايماثلها.
(12) أي أعلم من العباد بأنفسهم.
صفحہ 37