============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم وكما أشار الإمام الأشعري، فإن الشيعة أجمعت على هذه العقيدة التنزيهية أيضا ولم يشذ منهم إلا هشام بن الحكم (ت/179ه) وهشام بن سالم الجواليقي(1) وأتباعهما الذين سموا بالهشامية، وقد تبرأ منهم أئمة أهل البيت وحذروا منهم كما سيأتي لاحقا عند الحديث عن التجسيم في المطلب الثاني (ص/ 71- 72).
ويكفي في بيان اتفاق وإجماع الشيعة بجناحيها الإمامية والريدية على ما ذكر من تثزيه الله تعالى عن الجشمية ولوازمها، ما ورد عن أئمة أهل البيت من أقوال صريحة في ذلك وهذه بعض منها: - الإمام علي بن أبي طالب (ت/40 ه): قال الإمام الحافظ أبو تعيم الأصفهاني (ت/ 430ه) في ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: حدثنا أبوبكر أحمد بن محمد بن الحارث، ثنا الفضل بن الحباب الجمحي، ثنا مسدد، ثنا عبد الوارث بن سعيد(2)، عن محمد بن إسحاق(2)، عن النعمان بن سعد(2)، (1) لم تحدد لنا المصادر تاريخ وفاته ومكانها، إلا أنه كان من أعلام القرن الثاني الهجري: (2) قال الذهبي في "العلو للعلي الغفار" (ص/ 81) عن إسناد هذا الحديث: "اصح إلى عبد الوارث".
3) الصواب عبد الرحمن بن إسحاق كما في "العلو" (ص/81) للذهبي، قال عنه البخاري: ايضعف عبد الرخمن، ونظرث في حديثه فإذا حديثه مقارت". [انظر: الترمذي، علل الترمذي الكبير (ص/178)] ومعنى قوله: (حديثه مقارب)؛ أي: قريب من حديث الثقات، قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في "إرواء الغليل في تمخريج أحاديث منار السبيل" (254/1): "قال عبد الحق الأشبيلي في "كتاب التهجده (ق 1/65) فى قول البخاري في أبي ظلال: "مقارب الحديث": لايريد أن حديثه يقرب من حديث التقات، أي لا بأس به".". انتهى.
قلث: وقد صحح الإمام الحاكم في المستدرك (407/2) (رقم/3422) ووافقه الذهبي حديثه عن النعمان بن سعد على شرط مسلم.
(4) من أصحاب الإمام علي بن أبي طالب لهلن أخرج له الترمذي في سننه (117/3) (رقم /741) وحسن حديثه، ووثقه ابن حبان في "الثقات" (5/ 472).
صفحہ 36